الأحد، 12 مايو 2024

من عجائب نصر الله . ستون رجلا قبالة ستون ألفاً خالد بن الوليد رضي الله عنه وجولات قبيل معركة اليرموك

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من عجائب نصر الله . ستون رجلا قبالة ستون ألفاً

خالد بن الوليد رضي الله عنه وجولات قبيل معركة اليرموك

لم تكن حرب تحرير لبلاد الشام كما قيل ويقال بل كانت حروب فتح



سارت جيوش الروم لملاقات المسلمين بقيادة ماهان فنزل على اليرموك قبالة المسلمين ، وكانت أوامر هرقل لا تنجز الحرب بينك وبين المسلمين حتى نبعث إليهم رسولا ونعدهم منا كل سنة بمال كثير وهدايا لصاحبهم عمر بن الخطاب ولكل أمير منهم ويكون لهم من الجابية إلى الحجاز . فلم تنفع الرسل بين المسلمين والروم . وكان رأي ماهان أن يضرب العرب بالعرب فرغب جبلة في العطاء ويلينه ويحرضه على القتال في المسلمين حتى أجابه إلى ذلك وأخبر قومه وبني عمه من بني غسان ولخم وجذام وغيرهم من العرب المتنصرة وأمرهم بأخذ الأهبة للحرب والقتال ففعل القوم ذلك وركبوا في سابغ الحديد والزرد النضيد وهم ستون ألف فارس ما يخالطهم من غير العرب أحد يقدمهم جبلة بن الأيهم وعليه درع من الذهب الأحمر . واقترح خالد رضي الله عنه على أبي عبيدة أن يكيد جبلة قبل أن تبدأ المعركة الحقيقية . وذلك بِسُلة من فرسان الصحابة ما زادت عن الستين رجلا وكانت العرب المتنصرة في ستين ألفا . وبرر خالد خطته فقال : ما أردت بفعلي هذا إلا مكيدة لعدونا لانهم إذا رجعوا إلى أصحابهم منهزمين بقوة الله عز وجل ويقولون لهم من لقيكم فيقولون لقينا ثلاثون رجلا يداخلهم الرعب منا ويعلم ماهان أن جيشنا كفء له فقال أبو عبيدة: رضي الله عنه أن الأمر كما ذكرت إلا إنه إذا كان ستون رجلا منا يكونون عصبة ومعينا بعضهم بعضا . وانتدب خالد ستين رجلا بأسمائهم ، ونظرت العرب المتنصرة إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أقبلوا نحوهم وهم نفر يسير فظنوا إنهم رسل يطلبون الصلح والمواعدة فصاح جبلة بالعرب المتنصرة وحرضهم ليرهب المسلمين . وينادي خالد للحرب ويخرج جبلة بمن معه فحملت الستون ألف فارس في وجه خالد بن الوليد والستين رجلا فثبت لهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم واشتبكت الحرب بينهم حتى قامت الشمس في كبد السماء ، ويخشى أبو من أن يقضى تلك السلة من المسلمين وقد تأخر خبرهم فيستنهض الجيش لنصرتهم وقد أذنت الشمس بالغروب ، ويسمع أبو عبيدة صوت التهليل والتكبير ويرى فلول العرب المتنصرة هاربة ويفتقد خالد أصحابه الستين رجلا فلم يجد منهم إلا عشرين فيلوم نفسه ويعتكر الظلام ويفتقد قتلى المسلمين في المعركة فإذا قتل من العرب المتنصرة خمسة آلاف فارس وجدوا من قتل المسلمين عشرة رجال منهم اثنان من الأنصار أحدهما عامر الأوسي والآخر سلمة الخزرجي . ويظن أبا عبيدة أن تبقى اقتفى أثر العرب واقتفى خالد أثار القوم مع جماعة من المسلمين حتى سمعوا التكبير فكانوا عشرون رجلا ووقع في الأسر خمسة رافع بن عميرة وربيعة بن عامر وضرار بن الأزور وعاصم بن عمرو ويزيد بن أبي سفيان . ينقذهم خالد بعد المعرة

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

فتوح الشام (1/ 155)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق