الأحد، 26 مايو 2024

الذكاء نعمة والغباء نقمة ومن حياة الناس لنا مثل طالب من دير الزور – محام ذكي – حمق حاجب وجارية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

 إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الذكاء نعمة والغباء نقمة ومن حياة الناس لنا مثل

طالب من دير الزور – محام ذكي – حمق حاجب وجارية

الذكاء نعمة من الله يهبها لمن يشاء من عباده، وهي إضاءة ذهنية تشع على الأشياء؛ فتكشف خفاياها لصاحبها، ويعرف بها خبايا الأمور، وطبائعها، وما يلزمها، وما يتبعها، أو يأتي منها؛ فيكون بذلك على بصيرة بالتصرف الذي يقتضيه الأمر، وتستوجبه المعالجة. فيأتي الفعل حميدًا، بنتيجة حسنة، وتتطابق الأجزاء حتى النهاية ولا تتنافر. والناس يتفاوتون في نصيبهم من هذه النعمة، وإذا كان صاحب الذكاء يأتي بالمتوقع، والمعقول، فالغبي على خلافه، يأتي بما لم يعهده الناس، مما هو خلاف العقل والمنطق.

في كلية الحقوق وفي الستينات من القرن الماضي كان لا من اختبار يجرى لامتحان ذكاء الطالب فلطالما أنقذت المحامي من موقف حرج . يدخل الطالب ليجد الأستاذ يقوم بقذف كرة ويسأل الطالب قل لي ماذا أفعل ؟ والإجابة تلعب بالكرة وما شاكلها والنتيجة الرسوب والطلبة بدؤوا يخشون الدخول ، إلى أن دخل طالب من دير الزور وهو يقول الروحة والرجعة صعبة لدمشق بدي ادخل وعلى الله الاتكال ، فدخل والأستاذ على حاله والسؤال نفسه ، فقال يا أستاذنا الوقت امتحان وأنت تلهو بالكرة وهذا مخالف للقانون فأنقذ من بعده بذكائه

قال المحامي في معرض الدفاع عن موكله المتهم بالسرقة : إن موكلي لم يرتكب جريمة ما ، وكل ما هناك أنه كان ماراً يتلك الشرفة المطلة على الطريق فامتدت يده اليمنى إلى الصندوق الذي كان بها وأخذته . ولا شك أنكم توافقونني على أن اليد ليست سوى عضو من الأعضاء الكثيرة في الجسم ، فمن العادلة أن لا تؤخذ كلها بجريمة عضو واحد .

فقال رئيس المحكمة : إن حجتك منطقية جداً ولذلك قضت المحكمة بحبس يد المتهم اليمنى التي سرقت الصندوق سنة مع الشغل . وهو حر في أن يصحبها أو لا يصحبها إلى السجن ! وشدة ما كانت دهشة القضاة إذ رأوا المتهم يخلع ذراعه الصناعية ثم يتركها على منصة المحكمة ويخرج من القاعة !

قيل لعبيد الله بن الحسن العنبري: أتجيز شهادة رجل عفيف تقيّ أحمق؟ قال: لا، وسأريكم. أدعوا لي أبا مودود حاجبي، فلما جاء قال له: أخرج حتى تنظر ما الريح؟ فخرج ثم رجع فقال: شمال يشوبها شيء من الجنوب. فقال: أتروني كنت مجيزا شهادة مثل هذا؟.

وقاض آخر مر عليه ما يوجب منه رفض أخذ أخبار من جارية لا يعتمد على قولها، لصغر عقلها وحمقها.ردّ رجل على رجل جارية اشتراها منه، فخاصمه إلى إياس بن معاوية، فقال له: بم تردّها؟ قال له: بالحمق. فقال لها إياس: أيّ رجليك أطول؟ فقالت: هذه.

فقال: أتذكرين ليلة ولدت؟ قالت: نعم. فقال إياس: ردّ ردّ.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــــــــــــــ

عيون الأخبار – ابن قتيبة (1/ 139)

مجلة العربي الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق