الثلاثاء، 19 مارس 2024

الطمع ومن حياة السلف لنا مثل في المعرة يقولون : إذا كان صاحبك عسل لا تلحسو كلو وقالوا : لا تكتر الهشل على أمك وأبوك بيكرهوك

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الطمع ومن حياة السلف لنا مثل

في المعرة يقولون : إذا كان صاحبك عسل لا تلحسو  كلو

وقالوا : لا تكتر الهشل على أمك وأبوك بيكرهوك

ومن أوجه الطمع الثقالة على الناس ، فالثقيل حيز من البلاء ، أو أحد أركانه  ، والفظاظة، وجه للثقالة وهي القسوة ومنه قوله تعالى: وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ . ومن اجتنب ذلك بعد عن الخسة . أوصت أعرابية ابنها في سفر فقالت: يا بني إنك تجاور الغرباء، وترحل عن الأصدقاء. ولعلك لا تلقى غير الأعداء. فخالط الناس بجميل البشر. واتق الله في العلانية والسر. مثل بنفسك مثال ما استحسنت من غيرك فاعمل به. وما استقبحت من غيرك فاجتنبه. فإن المرء لا يرى عيب نفسه.

كان المنصور قبل أن يلي الخلافة ينزل على أزهر السمان، فلما استخلف صار إليه أزهر. فقال: ما أقدمك؟ قال: حاجة أمير المؤمنين؛ علي أربعة آلاف درهم، ولي دار متهدمة، وأريد البناء لابني محمد. فأمر له باثني عشر ألف درهم. وقال: يا أزهر؛ لا تأتنا طالب حاجة. قال: أفعل. فلما كان بعد قليل عاد فقال: يا أزهر؛ ما جاء بك؟ قال: جئت مسلماً على أمير المؤمنين، قال: إنه ليقع في نفسي أن ما أتيت إلا لما أتيت له في المرة الأولى، وأمر له باثني عشر ألف درهم. وقال: لا تأتنا طالب حاجة ولا مسلماً. قال: نعم! ثم ما لبث أن عاد فقال: يا أزهر؛ ما جاء بك؟ قال: دعاء كنت سمعت أمير المؤمنين يدعو به فجئت مستملياً لآخذه عن أمير المؤمنين. فقال: لا تكتبه فإن غير مستجاب، لأني دعوت الله به أن يرحني منك فلم يستجب لي. ثم صرفه ولم يعطه شيئاً.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــــــــــــ

جمع الجواهر في الملح والنوادر – أبو اسحاق الحصري (ص: 39)

زهر الآداب وثمر الألباب - أبو إسحاق الحُصري القيرواني (2/ 438)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق