صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
هذه
أرضي وهذا وطني
مستغانم
- الجزائر
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
لا خير فيمن نسي إذا وعد
والوعد عهد ، ومن سيرة السلف – عبد الملك بن مروان - نتعلم
الوَعْدُ يستعمل في الخير والشر. قال الله تعالى : وَنَادَىٰ
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا
رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا
نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿٤٤﴾
سورة الأعراف . وقال الفراء: يقال: وعدتُه خيراً ووعدتُه شرًّا . وعن حذيفة
بن اليمان رضي الله عنه قال: ما منعني أن
أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي حسيل، قال: فأخذنا كفار قريش، قالوا: إنكم تريدون
محمدا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منا عهد الله وميثاقه
لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأخبرناه الخبر، فقال: «انصرفا، نفي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم» . وكان الفضل
بن يحيى رحمه الله تعالى يقول: ما سروري بالموعد كسروري بإنجازه.
حدث مالك بن عمارة اللّخميّ: كنت أجالس في ظلّ الكعبة أيام
الموسم عبد الملك بن مروان وقبيصة بن ذؤيب وعروة بن الزّبير، وكنا نخوض في الفقه
مرّة، وفي الذّكر مرّة، وفي أشعار العرب وآثار الناس مرّة، فكنت لا أجد عند أحد
منهم ما أجده عند عبد الملك بن مروان من الاتساع في المعرفة والتصرّف في فنون
العلم والفصاحة والبلاغة، وحسن استماعه إذا حدّث، وحلاوة لفظه إذا حدّث، فخلوت معه
ذات ليلة فقلت: والله إني لمسرور بك لما أشاهده من كثرة تصرّفك وحسن حديثك،
وإقبالك على جليسك، فقال: إنك إن تعش قليلا فسترى العيون طامحة إليّ والأعناق
قاصدة نحوي، فلا عليك أن تعمل إليّ ركابك. فلما أفضت إليه الخلافة شخصت أريده،
فوافيته يوم جمعة وهو يخطب الناس، فتصدّيت له، فلما وقعت عينه عليّ بسر في وجهي،
وأعرض عنّي، فقلت: لم يثبتني معرفة ولو عرفني ما أظهر نكرة. لكنّني لم أبرح مكاني
حتى قضيت الصلاة ودخل، فلم ألبث أن خرج الحاجب إليّ فقال: مالك بن عمارة، فقمت،
فأخذ بيدي وأدخلني عليه، فلما رآني مدّ يده إليّ وقال: إنّك تراءيت في موضع لم يجز
فيه إلا ما رأيت من الإعراض والانقباض، فمرحبا وأهلا وسهلا، كيف كنت بعدنا؟ وكيف
كان مسيرك؟ قلت: بخير، وعلى ما يحبّه أمير المؤمنين. قال: أتذكر ما كنت قلت لك؟
قلت: نعم، وهو الذي أعملني إليك، فقال: والله ما هو بميراث ادّعيناه، ولا أثر
وعيناه، ولكني أخبرك عن نفسي خصالا سمت بها نفسي إلى الموضع الذي ترى، ما لا حيت
ذا ودّ ولا ذا قرابة قطّ، ولا شمتّ بمصيبة عدوّ قطّ، ولا أعرضت عن محدّث حتى
ينتهي، ولا قصدت كبيرة من محارم الله متلذّذا بها وواثبا عليها، وكنت من قريش في
بيتها، ومن بيتها في وسطه، فكنت آمل أن يرفع الله مني، وقد فعل، يا غلام، بوّئه
منزلا في الدار. فأخذ الغلام بيدي وقال: انطلق إلى رحلك، فكنت في أخفض حال، وأنعم
بال، وكان يسمع كلامي وأسمع كلامه، فإذا حضر عشاؤه أو غذاؤه أتاني الغلام وقال: إن
شئت، صرت إلى أمير المؤمنين فإنه جالس، فأمشي بلا حذاء ولا رداء فيرفع مجلسي،
ويقبل على محادثتي، ويسألني عن العراق مرّة، وعن الحجاز مرّة، حتى مضت لي عشرون
ليلة. فتغدّيت عنده يوما، فلمّا تفرّق الناس نهضت للقيام، فقال: على رسلك أيّها
الرجل، أيّ الأمرين أحبّ إليك: المقام عندنا، ولك النصفة في المعاشرة والمجالسة مع
المواساة، أم الشّخوص ولك الحباء والكرامة؟ فقلت: فارقت أهلي وولدي على أن أزور
أمير المؤمنين، فإن أمرني اخترت فناءه على الأهل والولد، قال: بل أرى لك الرّجوع
إليهم، فإنهم متطلّعون إلى رؤيتك، فتجدّد بهم عهدا ويجدّدون بك مثله، والخيار في
زيارتنا والمقام فيهم إليك وقد أمرنا لك بعشرين ألف دينار، وكسوناك وحملناك،
أتراني ملأت يدك أبا نصر؟ قلت: يا أمير المؤمنين، أراك ذاكرا لما رويت عن نفسك.
قال: أجل، ولا خير فيمن ينسى إذا وعد، ودّع إذا شئت، صحبتك السلامة.
ـــــــــ
صحيح مسلم (3/ 1414)
الإمتاع والمؤانسة – التوحيدي (ص: 204)
العقد الفريد (2/ 259)
اللطف واللطائف - الثعالبي(ص: 6،)
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من غرائب الحب عند العرب .
ومن سيرة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه لنا مثل
قال أحد العلماء : إذا أحببت فلا تغضب الله ، وإذا كرهت فلا
تظلم
ترى وهل تنقص الرجولة بالنطق بالحب ولمن أحب : زوجة كانت أو
أخا أو صديق ؟!
الحب : كلمة من حرفين فالحاء تفيد الحركة الدائبة والباء تفيد
الوَقْعَ ونحن مطالبون بالحب فهو دليل ترابط مجتمعي والكره إشارة للبلاء فَعَن عَمْرُو
بْنُ العَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، بَعَثَهُ عَلَى جَيْشِ ذَاتِ السُّلاَسِلِ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ:
" أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ: «عَائِشَةُ»، فَقُلْتُ: مِنَ
الرِّجَالِ؟ فَقَالَ: «أَبُوهَا»، قُلْتُ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: «ثُمَّ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ»
فَعَدَّ رِجَالًا . فالتصريح بالحب لا مانع له وفي الحديث تَصْريحٌ بعَظيمِ
فَضائلِ أبي بَكرٍ وعُمَرَ وعائشَةَ رَضيَ اللهُ عنهم. يقول مصطفى صادق الرافعي رحمه الله : إن عجائب الحب أكثر من أن تكون
عجيبة؛ والشيء الغريب يسمى غريبًا فيكفي ذلك بيانًا في تعريفه، غير أنه إذا وقع في
الحب سمي غريبًا فلا تكفيه التسمية، فيوصف مع التسمية بأنه غريب فلا يبلغ فيه
الوصف، فيقع التعجب مع الوصف والتسمية من أنه شيء غريب، ثم تبقى وراء ذلك منزلة
للإغراق في التعجب بين العاشق وبين نسفه؛ وهكذا يشعرون.
حكى أنّ عمر بن الخطّاب رضى الله عنه بينا هو يطوف بالبيت اذ
رأى رجلا يطوف وعلى عنقه امرأة مثل المهاة حسناء جميلة، وهو يقول:
عدت لهذى جملا ذلولا ... موطّا أتّبع السّهولا
أعدلها بالكفّ أن تميلا ... أحذر أن تسقط أو تزولا
أرجو بذاك نائلا جزيلا
فقال له عمر: يا عبد الله، من هذه التي وهبت لها حجّك؟ فقال:
امرأتى يا أمير المؤمنين! وإنها حمقاء مرغامه ، أكول قامّه، لا يبقى لها خامّه ؛
فقال له:
مالك لا تطلّقها؟ فقال: إنها حسناء لا تفرك، وأمّ صبيان فلا
تترك، قال: فشأنك بها. فلم يقدم عمر رضى الله عنه بالإنكار حتى استخبره ، فلما
انتفت عنه الرّيبة أقرّه على فعله.
آه من الحب آه ... ما
أقتل الحب وأضناه
ــــــــــــــ
صحيح البخاري (5/ 5)
المحاسن والأضداد (ص: 283)
نهاية الأرب في فنون الأدب (6/ 305)
الدر الفريد وبيت القصيد – المستعصمي (9/ 118)
وحي القلم (3/ 120)
إن شئت أن تسعد في الدارين
اظفر بذات الدِّين تربت يداك
لماذا حضّ النّبيّ ﷺ على الظّفر بذات الدِّين.. ؟
قال ابن عرفة: أراد تربت يداك إن لم تفعل ما أمرتك به. قال
ابن الأنباري: معناه لله درّك إذا ما استعملت ما أمرتك به واتعظت بعظتي. لأنها تحفظه في نفسها وفي بيتها وفي ماله وولده
..﴿ فَالصّالِحاتُ قانِتاتٌ حافِظاتٌ لِلغَيبِ بِما حَفِظَ اللَّهُ ﴾
ذات الدِّين متوكلة على الله، سعيُها لله ، تربي أولادها
طاعةً لله، تطيع زوجها طاعة لربها عزّ وجلّ …
ذات الدِّين تؤنسه
وتواسيه وتثبته في الشَّدائد، وتعينه على الاستقامة.
فلما نُبّئ النبي ﷺ فَرَجَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ
خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَقَالَ: «زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي»
فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ، فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا
الخَبَرَ: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي» فَقَالَتْ خَدِيجَةُ: كَلَّا وَاللَّهِ
مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ،
وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ .
كلمات كالجبال من امرأة ذات عقل وخلق ودين كيف لا؟ وقد كانت أول من أسلم وصدّق
بهذا الدِّين العظيم..
ولما ترك إبراهيم عليه السّلام
ثُمَّ جَاءَ بِهَا إِبْرَاهِيمُ وَبِابْنِهَا إِسْمَاعِيلَ
وَهِيَ تُرْضِعُهُ، حَتَّى وَضَعَهُمَا عِنْدَ البَيْتِ عِنْدَ دَوْحَةٍ، فَوْقَ
زَمْزَمَ فِي أَعْلَى المَسْجِدِ، وَلَيْسَ بِمَكَّةَ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ، وَلَيْسَ
بِهَا مَاءٌ، فَوَضَعَهُمَا هُنَالِكَ، وَوَضَعَ عِنْدَهُمَا جِرَابًا فِيهِ
تَمْرٌ، وَسِقَاءً فِيهِ مَاءٌ، ثُمَّ قَفَّى إِبْرَاهِيمُ مُنْطَلِقًا، فَتَبِعَتْهُ
أُمُّ إِسْمَاعِيلَ فَقَالَتْ: يَا إِبْرَاهِيمُ، أَيْنَ تَذْهَبُ وَتَتْرُكُنَا
بِهَذَا الوَادِي، الَّذِي لَيْسَ فِيهِ إِنْسٌ وَلاَ شَيْءٌ؟ فَقَالَتْ لَهُ
ذَلِكَ مِرَارًا، وَجَعَلَ لاَ يَلْتَفِتُ إِلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهُ: آللَّهُ
الَّذِي أَمَرَكَ بِهَذَا؟ قَالَ نَعَمْ، قَالَتْ: إِذَنْ لاَ يُضَيِّعُنَا، ثُمَّ
رَجَعَتْ
ـــــــــــــــــــــــــ
صحيح البخاري (1/ 7)
صحيح البخاري (4/ 142)
المعلم بفوائد مسلم - التميمي(1/ 373)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
ولمسات
بيانية في نصوص من التنزيل
سؤال
: ما دلالة لا تحزن في الآية (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ
مَعَنَا (40) التوبة) ولماذا لم يقل لا تخف؟ وما الفرق بين الخوف والحزن؟
يقول الدكتور فاضل أحسن الله
جزاءه : الخوف هو توقع أمر مكروه لم يقع بعد ، والحزن على ما وقع من المكروه، إذا
وقع المكروه حزِنت. إذن الخوف يسبق الحزن، أن تتوقع أمراً مكروهاً تخشى وتخاف أن
يقع فإذا وقع حزن. بالنسبة للآية الكريمة (لا تحزن) كان أبو بكر رضي الله عنه يخاف
الطلب أن يُدرك من قِبَل الكفار حتى ذُكِر أنه كان يمشي أمام النبي صلى الله عليه
وسلم وعن يمينه وعن يساره يقول أخشى أن يأتي الطلب من اليمين أو الأمام أو اليسار،
الآن هما في الغار فقال لو نظر أحدهم إلى أسفل لرآنا، إذن الآن وقع الطلب بالنسبة
لأبي بكر، هم حضروا إلى الغار. الخشية من الطلب، من إدراك الكفار لهم واللحاق بهم
لأنه لو لحقوهم أدركوهم. الآن في تقدير أبو بكر أنهم لحقوا بهم لما وصلوا إلى
الغار. هو كان يخشى الطلب والطلب انتهى الآن لأن الكفار وصلوا إلى الغار وقال لو
نظر أحدهم إلى أسفل لرآنا فصار حزناً على ما وقع أن القوم وصلوا. ما كان يخافه حصل
فصار حزناً. مرحلة الخوف انتهت لذا قال (لا تحزن) . هو حزِن وكان يخشى من لحاق
القوم بهم وأن يقعوا فريسة بين أيديهم والآن وصل الكفار وحصل الأمر بالنسبة له
فحزن على ما حصل ومرحلة الخوف ولّت فصار حزناً. فالخوف إذن توقّع حدوث شيء مكروه أما
الحزن فيكون على ما وقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمسات
بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات - الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص : 1079
)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
شَذَرَات
مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
قصص
مكذوبة عن الإمام الشافعي
جاء
رجل للإمام الشافعي وهو خارجا من المسجد فقال له الرجل : أنت الشافعي ؟ - فقال :
أجل . - قال : إنك فاجر فاسق .
والشافعي
رحمه، الذي كان كما قال الإمام أحمد : كالشمس للدنيا وكالعافية للأبدان. فقال
الشافعي: اللهم إن كان عبدك هذا صادقا فيما يقول فاغفر لي وارحمني وتب علي ، وإن
كان غير ذلك- ولم يرضى أن يقول: وإن كان كاذبا- فاغفر له وارحمه وتب
عليه
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حين تنتقد بغير حق ومن عبد الله بن جدعان نتعلم
كثيرا ما نمدح أناساً على السماع ، ونذم آخرين على السماع أيضا
، وتتقلب الأيام لنتبين أن من مدحناه يستوجب الذم ، وأن من قلنا في ذمه الأقاويل رجل
في طريق الصلاح بل أحد رواده ، والأسباب في ذلك
وفي اجتناب الذم قالت العرب : الشر أخبث ما أوعيت في زاد. وقال
أعرابي: ليت فلانا أقالني من حسن ظني به، فأختم بصواب إذ بدأت بخطأ؛ ولكن من لم
تحكمه التجارب أسرع بالمدح إلى من يستوجب الذم، وبالذم إلى من يستوجب المدح.
عبد الله بن جدعان من سادات قريش وممن ترك شرب الخمر فى
الجاهليّة، هجاه دريد ابن الصّمّة بشعر؛ فلقيه بعد ذلك عبد الله بسوق عكاظ، فحيّاه
وقال: هل تعرفني يا دريد؟ قال لا. قال: فلم هجوتني؟ قال: ومن أنت؟ قال: عبد الله
بن جدعان. قال: هجوتك لأنك كنت أثرا كريما فأحببت أن أضع شعرى موضعه.
فقال له عبد الله: لئن كنت هجوت لقد مدحت؛ وكساه وحمله على
ناقة برحلها، فقال دريد:
إليك ابن جدعان أعملتها ... مخفّفة للسّرى والنّصب
فلا خفض حتى تلاقى امرأ ... جواد الرّضا وحليم الغضب
وجلدا إذا الحرب مرّت به ... يعين عليها بجزل الحطب
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ـــــــــــــــــ
الأمثال لابن سلام (ص: 160)
العقد الفريد (1/ 329)
المفضليات – الضبي (ص: 127)
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
كلمة ومعنى
السَرسَري – خوش بوش
السَرسَري
في العربية : سَرِسَ الرَّجُل - بالكسر - إذا ساء خلقُهُ. وسَرِسَ:
إِذا عَقَل وحَزُم بعد جَهْل. وكذلك الرجل الذي لا يأتي النساء أو من لا يولد له .
سرسر الشفرة: حددها. والسُرْسورُ: العالم الفَطِن .
وفي استخداماتنا السرسري : فهي للسباب فنقول لا يا سرسري –
فلا يا سرسري : من التركية عن الفارسية من لا عمل له – من لا مسكن له أو البطال
المتشرد . ويجمعها الناس على : سرسرية
خوش بوش :
أصله بالفارسيّة: المعنى العام الحسن في المعاشرة ، وخُوَشْ
نَام - بفتح الواو - ومعناه: الطَّيِّبُ الاسمِ. وبالفارسية يقال : خوش : الطيب وآب
: الماء ومعناه الماء الجيد. ويقال خوش فلَانا : حَقه نَقصه . وخاوش : أبعده
وجافاه ، وتخوش : هزل جسمه . وتقول العامة تخوش : أي احتسب منه . وبقي في البيت
خاش ماش : أي الامتعة التي لا خير فيها
أما بوش فمن التركية بمعنى الخالي صحبتهم من الطمع والاستغلال
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ــــــــــــــــــــــــ
التكملة والذيل والصلة للصغاني (6/ 12)
معجم متن اللغة (2/ 280)
المعجم الوسيط (1/ 261)
محيط المحيط - بطرس البستاني
موسوعة خير الدين الأسدي
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الفار من القضاء الغالب كالمتقلب في يد الطالب. ومن السيرة
العطرة وحياة السلف لنا مثل
فما قدر سيكون ، والأمثلة في حياتنا كثيرة ، وفي المعرة
يقولون يا هارب من قضائي ، ما لك رب سواي .
في الصحيحين أن عمر
بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ
لما همَّ بالرجوع عن الشام، لما وقع بها من الطاعون، قال له أبو
عبيدة ـ رضي الله عنه: أفرارا من قدر الله؟ فقال له عمر: لو غيرك قالها يا أبا
عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت لو كان لك إبل هبطت واديا له
عدوتان إحداهما خصبة والأخرى جدبة؟ أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن
رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله؟ وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «... احرص
على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا
وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان»
ومن أعجب ما نزل بالإسكندرية أن رجلاً من خدمة السلطان غاب عن
خدمته أياماً، وقبضه الشرط وحملوه إلى دار السلطان، فانساب منهم في بعض الطريق
وترامى في بئر، والمدينة مسربة ( فيها أنفاق ) تحت الأرض بأسراب يمشي الماشي فيها
قائماً يخترقها ويدورها، لأن في دورها آباراً على تلك السروب، فما زال الرجل يمشي
إلى أن لاح له بئر مضيئة فطلع منها. وإذا البئر في دار السلطان فطلع الرجل في دار
السلطان، فأدبه السلطان فكان فيه المثل السائر: الفار من القضاء الغالب كالمتقلب
في يد الطالب.
ــــــــــــ
صحيح البخاري (7/ 130)
صحيح مسلم (4/ 1740)
سراج الملوك - للطرطوشي(ص: 185)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
أشد
العيب المبغض للناس
والبغضاء
من أبواب البلاء . من السيرة العطرة ومن حياة أنو شروان نتعلم
البُغْضُ:
ضدُّ الحبِّ ، والبَغْضاءُ: شدَّة البُغْضِ . فَغَنْ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ قال :
يَأْثُرُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِيَّاكُمْ
وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ
تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا ..
ومن
المعلوم أن المنفعة توجب المحبّة، والمضرة توجب البغضاء . وجميل قول مبذول العذريّ:
ومولى
كضرس السوء يؤذيك مسه ... ولا بدّ أن آذاك إنك فاقره
يسرّ
لك البغضاء وهو مجامل ... وما كل من يجني عليك تساوره
وما
كل من مددت ثوبك دونه ... لتستره مما أتى أنت ساتره
القيل
لما أراد أنوشروان أن يصير ابنه ولي عهده استشار وزراءه فكلّ ذكر عيبا:
فقال
بعضهم: إنه قصير وذلك لا يصلح للملك. فقال أنوشروان محتجا له، إنه لا يكاد يرى ألا
راكبا أو جالسا.
فقال
آخر: إنّه ابن رومية، فقال: الأبناء ينسبون إلى الآباء وإنما الأمّهات أوعية.
فقال
الموبذ: إنّه مبغض إلى الناس، فقال: حينئذ هذا هو العيب. فقد قيل إن من كان فيه
خير ولم يكن ذلك الخير محبّة الناس له فلا خير فيه، ومن كان فيه عيب ولم يكن ذلك
العيب بغض الناس فيه، فلا عيب فيه.
ـــــــــــــ
صحيح
البخاري (7/ 19)
البيان
والتبيين – الجاحظ (3/ 281)
محاضرات
الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء – الراغب الأصفهاني(2/ 34)
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
ولمسات
بيانية في نصوص من التنزيل
سؤال
: ما دلالة استخدام قريب في الآية (وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِّنَ
الْمُحْسِنِينَ (56) الأعراف) ولم يقل قريبة مع أن الرحمة مؤنثة؟
يقول الدكتور فاضل أحسن الله جزاءه
: أهل اللغة يقولون إذا كان القُرب من النَسَب نقول قريبة مثل فلانة قريبتي وإذا
لم يكن القُرب من النسب نقول قريب ونقول قريبة (هي قريب مني) إذا كنت تقصد المكان
أو قريبة مني. إذن إذا كان القرب من النسب نقول (قريبة) مؤنثة وإذا كان من غير
النسب يجوز الأمران، هذا حكم لغوي عام.
في الآية اختار تعالى (قريب)
على قريبة مع أن الاثنين جائز بحسب الحكم النحوي اللغوي (وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ
السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63) الأحزاب) الساعة مؤنث واستعمل قريباً. سبب
الاختيار أن رحمة الله تعالى قريب من المحسنين (بالتذكير) فيها حكمين: حكم نحوي
أنه قد يكتسب المضاف من المضاف إليه التذكير والتأنيث بشرط أن يكون إما جزءاً أو
كالجزء في الاستغناء عنه مثال: مشينا كما اهتزت رماح تسفّهت أعاليها مرّ الرياح - (الرياح)
مضاف إليه مؤنث وقال (تسفّهت) كان يجب أن يقول تسفّه ، وتشرق بالأمر الذي أذعته
كما شرقت صدر القناة مؤنث، صدر مذكر شرقت اكتسبت التأنيث من المضاف إليه. وقد
يكتسب الجمع (وما حب الديار شغفن قلبي ولكن حب من سكن الديارا ) أخذها من الديار
وهذا جائز. يكتسب المضاف من المضاف إليه بشروط معينة أن يكون جزءاً أو كاجزء في الاستغناء
عنه وهذه قاعدة. (لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة) لم يقل تواضع. عبّر عن
ربنا بالتذكير فرحمة الله قريب اكتسبت التذكير، هذا أمر. لماذا اختار التذكير ولم
يجعله على التأنيث؟ ربنا تعالى أراد أن يشير إلى أن رحمته وهو قريب كلاهما الله
سبحانه وتعالى قريب ورحمته قريبة أيضاً. لو قال قريبة كانت تدل على الرحمة فقط لكن
الله سبحانه وتعالى هو قريب (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ
(186) البقرة) أي هو ورحمته قريب من المحسنين. هذا من باب التوسع في المعنى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمسات
بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات - الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص : 1078
)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
شَذَرَات
مِنْ حَيَاةِ الِإمَامُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِدْرِيسَ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
قصص
منتشرة منسوبة للإمام الشافعي مكذوبة لا تصح عنه
قال
الإمام الشافعي :كنا في سفر بأرض اليمن فوضعنا الطعام للعشاء فحضرت صلاة المغرب
والطعام جاهز فتركنا الطعام وأقمنا الصلاة وكان الطعام دجاجتين فأتى ثعلب ونحن
نصلي وأخذ دجاجة وهرب فلما انتهينا من الصلاة أسفنا على الدجاجة وقلنا : حرمنا
طعامنا وبينما نحن كذلك إذ جاء الثعلب وفي فمه الدجاجة نراه من بعيد فوضعها بعيدا
عنا ووقف بعيدا عنها يقول : فهجمنا عليها ، فهرب الثعلب فلما وصلنا إليها فإذا هي
ليفة على شكل دجاجة وليست دجاجة ! وبينما نحن نضحك ، كان الثعلب قد ذهب وأخذ
الدجاجة الثانية وهرب بها فضحك علينا الثعلب ونحن من كبار العلماء .
فهي
لم تُذكر في أيٍّ من كتب أهل السنة والجماعة المعتمدة ، ولا في كتب مناقب الشافعي
، ولا كتب التراجم