الاثنين، 15 نوفمبر 2021

من ذا الرمة لنا موعظة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

من ذا الرمة لنا موعظة

ذُو الرُّمَّة (77 - 117 هـ = 696 - 735 م) واسمه غيلان بن عقبة ، من مضر، ولقبه أبو الحارث، شاعر، من فحول الطبقة الثانية في عصره. قال أبو عَمْرو بن العلاء: فتح الشعر بإمرئ القيس وختم بذي الرمة. وكان شديد القصر، دميما، يضرب لونه إلى السواد. أكثر شعره تشبيب وبكاء أطلال، يذهب في ذلك مذهب الجاهليين. وكان مقيما بالبادية، يحضر إلى اليمامة والبصرة كثيرا. وامتاز بإجادة التشبيه. قال جرير: لو خرس ذو الرمة بعد قصيدته: " ما بال عينك منها الماء ينسكب " لكان أشعر الناس. وقال الأصمعي: لو أدركت ذا الرمة لأشرت عليه أن يدع كثيرا من شعره، فكان ذلك خيرا له. وعشق " مية " المنقرية واشتهر بها. وله " ديوان شعر " في مجلد ضخم. توفي بأصبهان، وقيل: بالبادية. وله رواية للحديث ، أخرج ابن عساكر من طريق إسحق بن سيار النصيبي عن الأصمعي عن أبي عمرو ابن العلاء عن ذي الرمّة عن ابن عباس عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: إن من الشعر حكمة. وبسنده عن ابن عباس في قوله تعالى (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ) قال:

الفارغ. وكان ذو الرُّمَّة (غَيلان بن عقبة التميمي ت 117هـ/736م) حَسَن الصلاة، فقيل له: ما أحسنَ صلاتك! فقال: إن العبد إذا قام بين يدي الله لحقيق أن يتخشّع"!!

وقد جاء في ‘تاريخ دمشق‘ لابن عساكر لذي الرمة عن ابن أخت له حضر لحظة موته: "كنا بالبدو، فحضرت ذا الرمة الوفاةُ، فقال: احملوني إلى الماء يصلِّ عليّ أهلُ الإسلام"!

قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمّة. وقال الأصمعي: مات ذو الرمّة عطشانا، وأتي بالماء وبه رمق فلم ينتفع به وكان آخر ما تكلم به قوله :

يا مخرج الرّوح من نفسي إذا احتضرت … وفارج الكرب زحزحني عن النّار

وقيل حين احتضر ذو الرمة بأصبهان رفع رأسه إلى الذي كان عند رأسه فقال هذا والله يوم لا يوم أقول

كأني غداة الزرق يا مي مدنف * أعالج نفسا قد أتاها حمامها *

اللهم إني لا قوي فانتصر ولا برئ فأعتذر ولكن لا إله إلا أنت ثم مات

يا رب عافنا واعف عنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــ

وفيات الأعيان – ابن خلكان(4/ 12)

تاريخ دمشق لابن عساكر (48/ 185)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي (3/ 232)

الأعلام للزركلي (5/ 124)

شرح شواهد المغني – الجلال السيوطي(1/ 142)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق