صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
صارت
الحياة طاخ وطيخ
وللتوضيح
هناك حكاية
فالطاخ
الرجل الذي تلطخ بقبيح من قول أو عمل دلالة على الحمق ، والطيخ : الظلمة كظلمة
الغيم . وقيل أيضاً : الطِّيْخُ: صوت الضَّحِك والجَهْلُ والطيْش. والطَّيّخ
من الناس : صاحب الكبر والعظمة والانهماك فيه ، وهو المتكلم بالكلامٍ القَذِرٍ والقبيح .
قال الحارث بن كلدة وهو من شعراء المعلقات :
فاتْرُكُوا الطَّيْخَ وَالتَّعَدِّى، وَإِمَّا ...
تَتَعَاشَوْا فَفِي التَّعَاشِي الدَّاءُ
الطيخ: الكلام القبيح، يقال: رجل طيَّاخه؛ إذا كان
يستعمل ذلك، والتعاشي: التعامي، وقوله (وإما تتعاشوا) أي تتعاموا، ومعناه
تتجاهلوا؛ ففي التعاشي الداء: أي الشر يرجع إليكم في ذلك؛ لأنكم عارفون مالنا من
الفضل، فإذا تجاهلتم في ذلك فسدت قلوبنا عليكم فلحقكم العار.
رجل معدم فقير ؛ لا يملك شروى نقير ؛ عندما اشتد به الحال ؛ قرر
السفر و الترحال ؛ ترك الزوجة والعيال ؛ و توكل على الله المتعال ؛ عسى ان يجد
عملا ؛ يكون لفقره حلا ؛ وقبل ان يصل للمدينة التي يبغي ؛ نال منه الجوع الشديد ؛
فابصر ساقية ماء ؛ بالقرب منها مزرعة للبطيخ ؛ تقدم نحوها ، وقال هان الأمر ؛
وبسرعة اقترب من الفلاح ؛ وطلب منه أن يبيعه؛ فرد الفلاح وقد ظن أن يريد شراء كمية
؛ ابيع الحمل بدينار ؛ فتعجب صاحبنا و اندهش ؛ وقال : حفظك الله ورعاك ؛ وشافاك
وعافاك ؛ أريد واحدة فقط ؛ فالجوع كاد يقتلني ؛ فانا عابر سبيل يا رجل ؛ خرجت ابحث
عن عمل ؛ فاكرمه الفلاح بما أراد ؛ دون مقابل ؛ وبعد ان تم له ما اراد؛ واصل سيره نحو
المدينة ؛ استقر وبدأ البحث عن عمل ؛ ويوما وهو في السوق شاهد البطيخ فأراد ان
يشتري بطيخة من إحدى المحال ؛ فكان الجواب الواحدة بدينار ؛ لم يصدق و قال : هذا
محض خيال ؛ فذهب الى الاخر في الحال : و كان الجواب الواحدة بدينار ؛ فتعجب وقال :
هي فرصة لعمل وتجارة ما بعدها تجارة ؛ وربح بلا خسارة ؛ نشتري الحمل بدينار ؛ و نبيع
الواحدة بدينار ؛ وسوف نربح الكثير من المال ؛و في اليوم التالي اخذ ما معه ؛ وأسرع
إلى مزارع البطيخ ؛ و اشترى من البطيخ حملين ؛ و حمّل حمارين قويين ؛ وهو في
الطريق عائد ؛ يشغل فكره الربح القادم ؛ صادفه قاطع طريق ؛ ملثم مدجج بالسلاح ؛
نادى على صاحبنا و صاح : يا صاحب الحمل ؛ اترك لنا الحمل ؛ قال : ارحمني يا سيدي ؛
لقد تركت أهلي و بلدي ؛ فلا تحرمني من تعبي و كدي ؛ فهذا كل مالي؛ فقال قاطع
الطريق ؛ سأعدل معك ايها الرجل ؛ فحمل لي و حمل لك ؛ وغير هذا لا خيار لك ؛ فرضخ
للأمر لأنه مضطر ؛ فعاد بحمل واحد ؛ وما ان وصل الى مدخل المدينة ؛ منع قبل ان
يدفع رسم الدخول ؛ من قبل الحارس وطلب منه الرسوم ؛ و لما كان غير قادر على دفع
الرسوم ؛ فأعطى نصف حمله كبديل ؛ وسار نحو السوق ؛ واذا بجباة الضريبة ؛ يطلبون
الرسوم ؛ فأقسم أنه لايعلم من أمر الضريبة شيئا ، فتعرض صاحبنا للتقريع و التوبيخ
؛ وعرف انه ليس له إلا الرضوخ وعرف حينها لم تباع البطيخة بدينار ؛ و لجأ الى
المقبرة ؛ لينام ليله و يتدبر امره ؛ وقبل ديك الصباح ؛ سمع صوت دربكة و صياح ؛
واذا بنفر في جنازة يسيرون ؛ و بين القبور يتسللون ؛ فراودته فكرة شيطانية ؛ طبقها
على الفور بصورة ميدانية ؛ فغير من هيئته و صورته ؛ وتلثم بكوفيته ؛ وعلى غقلة
منهم ؛ نط بينهم ؛ وساد الهرج و المرج ؛ وارتعب النفر وضجوا ؛ واطلق من اطلق ساقيه
للريح ؛ وهو يصرخ و يصيح ؛ فنادى عليهم : أنا حارس المقبرة العتيد ؛ جئتكم بأمر
جديد ؛ الدفن ممنوع ؛ و العتب مرفوع ؛ الا لمن دفع الضريبة ؛ وهكذا عمل صاحبنا في
المقبرة ؛ الى ان وصل خبره للوالي ؛ والقي القيض عليه بالجرم المشهود ؛ واحيل الى
القاضي ؛ و بعد الاقرار ؛ صدر القرار ؛ من سيادة الوالي ؛ وأخذ للسجن ؛ومنذ ذلك
الحين تحولت المقبرة ؛ الى منطقة مُسْتثمرة ؛هذا اصل الحكاية ؛ من البداية الى
النهاية
يا رب فرج عنا
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــ
شرح القصائد العشر - الشيباني(ص: 268)
معاجم اللغة العربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق