الأحد، 28 نوفمبر 2021

صارت الحياة طاخ وطيخ وللتوضيح هناك حكاية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صارت الحياة طاخ وطيخ 

وللتوضيح هناك حكاية

فالطاخ الرجل الذي تلطخ بقبيح من قول أو عمل دلالة على الحمق ، والطيخ : الظلمة كظلمة الغيم . وقيل أيضاً : الطِّيْخُ: صوت الضَّحِك والجَهْلُ والطيْش. والطَّيّخ من الناس : صاحب الكبر والعظمة والانهماك فيه ، وهو  المتكلم بالكلامٍ القَذِرٍ والقبيح .

قال الحارث بن كلدة وهو من شعراء المعلقات :

فاتْرُكُوا الطَّيْخَ وَالتَّعَدِّى، وَإِمَّا ... تَتَعَاشَوْا فَفِي التَّعَاشِي الدَّاءُ

الطيخ: الكلام القبيح، يقال: رجل طيَّاخه؛ إذا كان يستعمل ذلك، والتعاشي: التعامي، وقوله (وإما تتعاشوا) أي تتعاموا، ومعناه تتجاهلوا؛ ففي التعاشي الداء: أي الشر يرجع إليكم في ذلك؛ لأنكم عارفون مالنا من الفضل، فإذا تجاهلتم في ذلك فسدت قلوبنا عليكم فلحقكم العار.

رجل معدم فقير ؛ لا يملك شروى نقير ؛ عندما اشتد به الحال ؛ قرر السفر و الترحال ؛ ترك الزوجة والعيال ؛ و توكل على الله المتعال ؛ عسى ان يجد عملا ؛ يكون لفقره حلا ؛ وقبل ان يصل للمدينة التي يبغي ؛ نال منه الجوع الشديد ؛ فابصر ساقية ماء ؛ بالقرب منها مزرعة للبطيخ ؛ تقدم نحوها ، وقال هان الأمر ؛ وبسرعة اقترب من الفلاح ؛ وطلب منه أن يبيعه؛ فرد الفلاح وقد ظن أن يريد شراء كمية ؛ ابيع الحمل بدينار ؛ فتعجب صاحبنا و اندهش ؛ وقال : حفظك الله ورعاك ؛ وشافاك وعافاك ؛ أريد واحدة فقط ؛ فالجوع كاد يقتلني ؛ فانا عابر سبيل يا رجل ؛ خرجت ابحث عن عمل ؛ فاكرمه الفلاح بما أراد ؛ دون مقابل ؛ وبعد ان تم له ما اراد؛ واصل سيره نحو المدينة ؛ استقر وبدأ البحث عن عمل ؛ ويوما وهو في السوق شاهد البطيخ فأراد ان يشتري بطيخة من إحدى المحال ؛ فكان الجواب الواحدة بدينار ؛ لم يصدق و قال : هذا محض خيال ؛ فذهب الى الاخر في الحال : و كان الجواب الواحدة بدينار ؛ فتعجب وقال : هي فرصة لعمل وتجارة ما بعدها تجارة ؛ وربح بلا خسارة ؛ نشتري الحمل بدينار ؛ و نبيع الواحدة بدينار ؛ وسوف نربح الكثير من المال ؛و في اليوم التالي اخذ ما معه ؛ وأسرع إلى مزارع البطيخ ؛ و اشترى من البطيخ حملين ؛ و حمّل حمارين قويين ؛ وهو في الطريق عائد ؛ يشغل فكره الربح القادم ؛ صادفه قاطع طريق ؛ ملثم مدجج بالسلاح ؛ نادى على صاحبنا و صاح : يا صاحب الحمل ؛ اترك لنا الحمل ؛ قال : ارحمني يا سيدي ؛ لقد تركت أهلي و بلدي ؛ فلا تحرمني من تعبي و كدي ؛ فهذا كل مالي؛ فقال قاطع الطريق ؛ سأعدل معك ايها الرجل ؛ فحمل لي و حمل لك ؛ وغير هذا لا خيار لك ؛ فرضخ للأمر لأنه مضطر ؛ فعاد بحمل واحد ؛ وما ان وصل الى مدخل المدينة ؛ منع قبل ان يدفع رسم الدخول ؛ من قبل الحارس وطلب منه الرسوم ؛ و لما كان غير قادر على دفع الرسوم ؛ فأعطى نصف حمله كبديل ؛ وسار نحو السوق ؛ واذا بجباة الضريبة ؛ يطلبون الرسوم ؛ فأقسم أنه لايعلم من أمر الضريبة شيئا ، فتعرض صاحبنا للتقريع و التوبيخ ؛ وعرف انه ليس له إلا الرضوخ وعرف حينها لم تباع البطيخة بدينار ؛ و لجأ الى المقبرة ؛ لينام ليله و يتدبر امره ؛ وقبل ديك الصباح ؛ سمع صوت دربكة و صياح ؛ واذا بنفر في جنازة يسيرون ؛ و بين القبور يتسللون ؛ فراودته فكرة شيطانية ؛ طبقها على الفور بصورة ميدانية ؛ فغير من هيئته و صورته ؛ وتلثم بكوفيته ؛ وعلى غقلة منهم ؛ نط بينهم ؛ وساد الهرج و المرج ؛ وارتعب النفر وضجوا ؛ واطلق من اطلق ساقيه للريح ؛ وهو يصرخ و يصيح ؛ فنادى عليهم : أنا حارس المقبرة العتيد ؛ جئتكم بأمر جديد ؛ الدفن ممنوع ؛ و العتب مرفوع ؛ الا لمن دفع الضريبة ؛ وهكذا عمل صاحبنا في المقبرة ؛ الى ان وصل خبره للوالي ؛ والقي القيض عليه بالجرم المشهود ؛ واحيل الى القاضي ؛ و بعد الاقرار ؛ صدر القرار ؛ من سيادة الوالي ؛ وأخذ للسجن ؛ومنذ ذلك الحين تحولت المقبرة ؛ الى منطقة مُسْتثمرة ؛هذا اصل الحكاية ؛ من البداية الى النهاية

يا رب فرج عنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــ

شرح القصائد العشر - الشيباني(ص: 268)

معاجم اللغة العربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق