الأربعاء، 24 نوفمبر 2021

من مدن الأندلس شذونة

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من مدن الأندلس شذونة
تقع في الجنوب الشرقي من ميناء قادش على بعد أكثر بقليل من 30 كم وقريبة من جبل طارق على تلٍ يشرف على وادي نهر ياش . على واد يقال له اليوم وادى أمّ حكيم ، اشتهرت في التاريخ العربي بأنها تتبع مملكة غرناطة . إلا أن شهرتها في التاريخ الأسباني استمدت بأن جرت المعركة الأولى بين العرب والغوط ، والتي يسميا العرب ( معركة سهل شريش ) أو معركة ( البرباط ) ويسميها الأسبان ( معركة شذونة ) بدأت هذه المعركة في 28/رمضان 92هـ 7/أيلول 711م . وكان الجيش المسلم قد عبر في 5/ رجب الموافق لـ 27 نيسان بقيادة طارق بن زياد رحمه الله . اخترق طارق بن زياد الجزيرة الخضراء وهزم حاكمها تيودمير القوطي وهزم كذلك الجيش الذي أرسله الملك رودريك ( لذريق ) بقيادة ( أديغو ) ثم تابع طارق سيره شمالا بغرب وعلى السهل الواقع شمال شذونة التقى طارق بالجيش القوطي الكبير الذي قدره المؤرخ الإنكليزي (( جيبون )) بتسعين ألفاً بينما كان الجيش العربي المسلم يتألف من 12 ألف منهم خمس آلاف أمده بها موسى بن نصير والي أفريقيا . خطب فيها طارق خطبة حث فيها الجند على الجهاد ولم يحرق السفن ولم يقل لجنده العدو من أمامكم والبحر من وراء كما تذكر رواية متأخر عن تاريخ المعركة بأربعة قرون دون أصل أو مصداقية لها . أما لذريق فتذكر الرواية الأسبانية أن خاض المعركة على عربة ملوكية فاخرة لابسا تاجه متشحا بالحرير متحليا بالذهب واللؤلؤ على كرسي من العاج بدأت المعركة بمناوشات دامت ثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع بدأت المعركة العامة ، ولم يلبس أن دب الاختلال في صفوق الجيش الغوطي في اليوم السابع بهروب لذريق الملك الذي لم يعرف أحد مصيره . ومالت أكثر الروايات على أنه غرق في أحد الأنهار بعد أن تشتت قواته وفي هذه المعركة انتهت دولة الغوط التي عاشت ثلاث قرون . وانفتح الطريق أمام طارق إلى عاصمة الدولة طليطلة ظلت شذونة عربية إسلامية حتى قبيل سقوط غرناطة بشهور ويطلق عليها الأسبان اليوم مدينة سيدونيا
يقول ياقوت الحموي شذونة مدينة ، ينسب إليها خلف بن حامد ابن الفرج بن كنانة الكناني الشذوني قاضي شذونة محدّث مشهور، ونسب إليها أبو عبد الله محمد بن خلصة الشذوني النحوي، ومنها أبو الوليد أبان بن عثمان بن سعيد بن البشر بن غالب بن فيض اللّخمي من أهل شذونة، سمع من محمد بن عبد الملك بن أيمن بن قاسم بن أصبغ وسعيد بن جابر وغيرهما، وكان نحويّا لغويّا لطيف النظر جيّد الاستنباط شاعرا .
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كُلَّمَا ذَكَرَهُ الذَّاكِرُونَ وَغَفَلَ عَنْ ذِكْرِهِ الْغَافِلُونَ
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوح مصر والمغرب – أبو القاسم المصري (ص: 234)
الكامل في التاريخ – الأثير (4/ 40)
معجم البلدان – ياقوت الحموي (3/ 329)







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق