الأحد، 21 نوفمبر 2021

عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ صحابي اختط مدينة البصرة ، وبينه وبين الإمارة موقف

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

صحابي اختط مدينة البصرة ، وبينه وبين الإمارة موقف

هو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ بْنِ جَابِرٍ ويصل نسبه إلى عبد مناف يكنى أَبَا غزوان. وكان رجلًا طوالًا جميلًا.

وهو قديم الْإِسْلَام فهو سابع سبعة فِي الْإِسْلَام مَعَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية. وكان من الرماة المذكورين مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . شهد المشاهد كلها مع رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . اسْتَعْمَلَه عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْبَصْرَةِ. فَهُوَ الَّذِي مَصَّرَ الْبَصْرَةَ وَاخْتَطَّهَا بعد أن فتحها. وَكَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ الأُبُلَّةُ. وَبَنَى الْمَسْجِدَ بِقَصَبٍ. كان عتبة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ على رأس جيشه باتجاه الإبلة ولم يكن كبيرا قرابة ثمان مآئة رجل  ، حتى قدم الأبلّة.. وكان الفرس يحشدون بها جيشا من أقوى جيوشهم ولم تلبث المدينة أن فتحت

رفض مغريات الدنيا خَطَبَ عُتْبَةُ بْنُ غَزْوَانَ، فَقَالَ: " أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ الدُّنْيَا قَدْ أَدْبَرَتْ بِصَرْمٍ، وَوَلَّتْ حِذَاءٍ، وَلَمْ يَبْقَ مِنْهَا إِلَّا صُبَابَةٌ كَصُبَابَةِ الْإِنَاءِ، أَلَا وَإِنَّكُمْ فِي دَارٍ أَنْتُمْ مُحَوَّلُونَ مِنْهَا، فَانْتَقِلُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، وَإِنِّي أَعُوذُ بِاللهِ أَنْ أَكُونَ فِي نَفْسِي عَظِيمًا، وَعِنْدَ اللهِ صَغِيرًا، وَإِنَّكُمْ وَاللهِ لَتَبْلُوُنَّ الْأُمَرَاءَ بَعْدِي . رغب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن يغادر البلاد عائدا الى المدينة، هاربا من الإمارة، لكن أمير المؤمنين أمره بالبقاء.. ولبث عتبة مكانه يصلي بالناس، ويفقههم في دينهم، ويحكم بينهم بالعدل، ويضرب لهم أروع المثل في الزهد والورع والبساطة ... وجاء موسم الحج، فاستخلف على البصرة أحد اخوانه وخرج حاجا. ولما قضى حجه، سافر الى المدينة، وهناك سأل أمير المؤمنين أن يعفيه الامارة..لكن عمر لم يكن يفرّط في هذا الطراز الجليل من الزاهدين الهاربين مما يسيل له لعاب البشر جميعا.

وكان يقول لهم:

" تضعون أماناتكم فوق عنقي..

ثم تتركوني وحدي..؟

ــــــــــــــــ

سيرة ابن هشام (1/ 602)

الطبقات الكبرى – ابن سعد (3/ 72)

تاريخ بغداد – الخطيب البغدادي (1/ 167)

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لابن حبان (2/ 472)

أسد الغابة – ابن الأثير  (3/ 461)

المعارف – ابن قتيبة الدينوري (1/ 563)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق