السبت، 24 يونيو 2023

أخلاق الصحاب ومن أدب السلف نتعلم صحبة المصلحة من أسرار البلاء

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أخلاق الصحاب

ومن أدب السلف نتعلم

صحبة المصلحة من أسرار البلاء

الصحبة من معانيها المعاشرة ولربما صحب الرجل الأخيار ، أو كانت صحبته من اللئام ، وقد قيل الصاحب ساحب ، ولا للصحبة من الود أو مصلحة تربط بين اثنين أو جماعتين . وقد قيل : لولا الوئام هلك الأنام " ويفسرون الوئام الموافقة

فاللئام من الناس لا يأتون بالجميل من الأمور على أنها أخلاقهم، إنّما يفعلونها مباهاة وتشبهاً بأهل الكرم. قال أبو عبيد: وهذا قول أبي عبيدة، وأما غيره من علمائنا فإن المثل عندهم " .

قال علقمة بن ليث لابنه: يا بني، إن نازعتك نفسك إلى الرجال يوماً لحاجتك إليهم فاصحب من أن صحبته زانك، وإن تخففت له صانك، وإن نزلت بك مؤونة مانك، وإن قلت صدق قولك، وإن صلت شدد صولك، اصحب من إذا مددت إليه يدك لفضل مدها، وإن رأى منك حسنة عدها، وإن بدت منك ثلة سدها، واصحب من لا تأتيك منه البوائق، ولا تختلف عليك منه الطرائف ولا يخذلك عند الحقائق، وقال آخر: أصحب من خولكم نفسه وملكك خدمته وتخيرك لزمانه، فقد وجب عليك حق وذمامه. وكان يقال: من قبل صلتك فقد باعك مروءته وأذل لقدرك عزه. وقال بعضهم لصاحبه: أنا أطوع لك من اليد وأذل من النعل. وقال بعضهم: إذا رأيت كلباً ترك صاحبه وتبعك فارجمه فإنه تاركك كما ترك صاحبه.

والحياة تفرز الصاحب الصادق عن الكاذب الذي يظهر الود لمصلحة آنية . تفقده إن حلت بك مصيبة فلا تجده ، ولربما كان سببا لها . والأسوأ أن يكون من الشامتين بك . ورحم الله القائل :

ألسبع سبعٌ ولو كلت مخالبه ... والكلب كلب ولو بين السباع ربي

وهكذا الذهب الإبريز خالطه ... صفر النحاس فكان الفضل للذهب

لا تنظرن لأثوابٍ على أحدٍ ... إن رمت تعرفه فانظر إلى الأدب

فالعود لو لم تفح منه روائحه ... لم يفرق الناس بين العود والحطب

فالعود لو لم تفح منه روائحه ... لم يفرق الناس بين العود والحطب

وليس يسود المرء إلا بنفسه ... وإن عد آباء كراماً ذوي حسب

إذا العود لم يثمر ولو كان شعبه ... من المثمرات اعتده الناس من حطب

قد ينفع الأدب الأحداث من صغر ... وليس ينفع بعد الشيبة الأدب

إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ... ولن تلين إذا قومتها الخشب

يا رب فرج عن سورية وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الأمثال لابن سلام (ص: 156)

المحاسن والأضداد - الجاحظ(ص: 79)

جواهر الأدب في أدبيات وإنشاء لغة العرب (2/ 467)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق