الأحد، 18 يونيو 2023

حسن المعاشرة باب من أبواب رفع البلاء

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حسن المعاشرة باب من أبواب رفع البلاء

المعاشرة والتعاشر المخالطة وَالْعشرَة الِاسْم مِنْهُ والعشير المخالط . وهي تؤخذ على محمل حسن السيرة ، وأخرى سوء الخلق في السلوك . وفي المعرة يصفون الرجل السيء الخلق في المعاشرة في بيته : ( بيدخل أمير وبيطلع وزير ) وكانت تحيّة العرب: صبحتك الأنعمة، وطيّبتك الأطعمة، وتقول: صبحتك الأفالح، وكلّ طيرٍ صالح.. وعَنْ جَابِرٍ بن عبد الله رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: مِنْ أَمَارَةِ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ الْبَشَاشَةُ إِذَا تَزَاوَرُوا وَالْمُصَافَحَةُ وَالتَّرْحِيبُ إِذَا الْتَقَوْا "

كان القعقاع بن شور إذا جالسه رجل فعرفه بالقصد إليه جعل له نصيبا في ماله، وأعانه على عدوّه، وشفع له في حاجته، وغدا إليه بعد المجالسة شاكرا. وقسم معاوية يوما آنية فضة ودفع إلى القعقاع حظّه منها، فآثر به القعقاع أقرب القوم إليه فقال : وكنت جليس قعقاع  بن شور ... ولا يشقى بقعقاع جليس

         ضحوك السنّ إن نطقوا بخير ... وعند الشرّ مطراق عبوس

وقالوا: إذا أردت حسن المعاشرة فالق عدوك وصديقك بالطلاقة ووجه الرضا والبشاشة ولا تنظر في عطفيك ولا تكثر الالتفات ولا تقف على الجماعات، وإذا جلست فلا تتكبر على أحد وتحفّظ من تشبيك أصابعك، ومن العبث بلحيتك، ومن اللعب بخاتمك، وتخليل أسنانك، وإدخال أصبعك في أنفك، وكثرة بصاقك، وكثرة التمطي والتثاؤب في وجوه الناس وفي الصلاة، وليكن مجلسك هادئا وحديثك منظوما مرتبا، واصغ إلى كلام مجالسك واسكت عن المضاحك ولا تتصنع تصنع المرأة في التزين، ولا تلح في الحاجات ولا تشجع أحدا على الظلم ولا تهازل أمتك ولا عبدك، فيسقط وقارك عندهما، وإذا خاصمت فانصف وتحفظ من جهلك وتجنب عجلتك وتفكر في حجّتك، ولا تكثر الإشارة بيدك ولا الالتفات إلى من وراءك واهدىء غضبك وتكلم، وإذا قرّبك سلطان فكن منه على حذر، واحذر انقلابه عليك وكلمه بما يشتهي ولا يحملنك لطفه بك على أن تدخل بينه وبين أهله وحشمه، وإن كنت لذلك مستحقا عنده.

يا رب فرج عن سورية ، وأهل سورية

ــــــــــــــــــــــ

ديوان المعاني – ابن مهران (2/ 224)

البصائر والذخائر (8/ 158)

المستطرف في كل فن مستطرف (ص: 133)

الثالث من الخلعيات (ص: 0)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق