صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
الحِجَاب
عند الشعوب القديمة
نكون
بعيدين عن الدقة إن ظننا أن الحجاب أمر عُرِف في الإسلام ، ربما يمكننا القول أن
المسلمين هم آخره من فرض الحجاب على النساء ، ونكون مجانبين الصواب إن قانا أنهم
أول من فرضه . فالحجاب كان معروفا عند الآشوريين والفرس والهندوس واليونان . في
المجتمعات القبلية في ظروفها الأصلية البعيدة عن المعتقدات الدينية ، لا نجد
للحجاب أثراً بين الذكور والإناث حيث يقول الطرفان بأوجه النشاط البشري والذي
يستمر حتى نهاية الحياة .
ولقد
عرف الحجاب عند العرب في الجاهلية
قال
عنترة بن شداد:
وَكَشَفتُ
بُرقُعَها فَأَشرَقَ وَجهُها .. حَتى أَعادَ اللَيلَ صُبحاً مُسفِرا
3-
وقال عنترة أيضاً:
وَحَولَكَ
نِسوَةٌ يَندُبنَ حُزناً .. وَيَهتِكنَ البَراقِعَ وَاللِفاعا
وقال
الشنفرى، المتوفى سنة 510 م، يصف زوجته أميمة:
لَقَد
أَعجَبَتني لا سَقوطاً قِناعُها .. إِذا ما مَشَت وَلا بِذاتِ تَلَفُّتِ
ومن
الأمثال المعروفة قولهم: «ذكرني فُوكِ حماريْ أهلي». وهو أن رجلاً خرج يطلب حمارين
ضلا له، فرأى امرأة متنقبة، فأعجبته حتى نسي الحمارين، فلم يزل يطلب إليها حتى
سفرت له، فإذا هي فوهاء (أي واسعة الفم، أو أن أسنانها الطويلة تخرج من بين
شفتيها). فحين رأى أسنانها ذكر حماريه، فقال: ذكرني فوك حماريْ أهلي.. وأنشأ يقول:
ليت
النقاب على النساء محرم .. كي لا تغر قبيحة إنسانا
في
مجتمعات أخرى مناسبات معين قد يحرم الاختلاط بين الجنسين ولأسباب محددة . فعند
قبائل الباغندا في أوغندة يحرم على الأمن أن تدخل بيت ابنتها المتزوجة وحتى يحرم
عليها التحدث مع زوج ابنتها وإذا التقيا في الطريق وجب على الأم أن تتنحى جانبا
وأن تغطي رأس بثوبها وإذا لم يكن ثوبها كافيا وجب عليها أن تجلس القرفصاء وأن تستر
وجهها براحتيها . وعند قبائل الهوتنتوت في جنوب أفريقيا يحرم الاختلاط بين الأخ
والأخت وهو دليل على الاحترام من الأخت للأخ .
في
المجتمعات المدينة كالآشوريين ولضمان عفة المرأة وكان الحجاب يطبق على الحرائر ،
دون الإماء . كذلك عند اليونان إضافة إلى أن للحريم ركن خاص في البيت واعفي من
الحجاب الإماء والبغايا . وتمن المرأة أن تستقبل في بيتها سوى النساء وأقرب
المقربين إليها من الذكور ، وتمنع من استقبال أصدقاء زوجها ، كذلك لا يمكن للمرأة
أن تخرج من بيتها إلا بإذن زوجها أو لظروف قاهرة . وكان المرأة تغطي وجهها وجسدها
.
في
مصر القديمة كانت المرأة تختلط بالرجال فكانت تدخل الأسواق سافرة وتستقبل الضيوف
من الجنسين مع زوجها .
كذلك
عرف الحجاب عند الفرس فالنقوش القديمة والتي تعبر عن الحياة العامة تخلو من صور
النساء
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
أمثال
العرب (ص: 116)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق