صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
من منا إذا دعي حضر وإذا زجر انزجر
ومن أخلاق السلف نتعلم
في مناسباتنا لا تنفك ألسنة الكثيرين عن لفظ العتب - ما استقبلني على – ما برك معي متل غيري –
ضيفني وما ضيف الصغير – عزم فلان من أيام وعزمني مبارح – قعد فلان في مكان ما
بيستاهله – وهكذا . قال عبد الله بن جعفر رحمه الله لابنته: «إياك والغيرة، فإنها
مفتاح الطلاق، وإياك وكثرة العتب، فإنه يورث البغضاء . وربما قاد العتاب إلى شر
كان الأولى تجنبه . ورحم الله القائل :
فدع العتاب فرب شر ... هاج أوله العتاب
ويروى عن أوس بن حارثة إنّه كان فيما يقال لابنه مالك: يا
مالك: العتاب قبل العقاب، والمنية ولا الدنية. وحكي أن أبا عثمان الحيري دعاه
إنسان إلى ضيافة، فلما وافى باب الدار قال له الرجل: يا أستاذ ليس لي وجه في
دخولك، فانصرف رحمك الله، فانصرف أبو عثمان، فلما وافى منزله عاد الرجل إليه،
وقال: يا أستاذ ندمت وأخذ يعتذر له، وقال: احضر الساعة، فقام معه فلما وافى داره قال
له مثل ما قال في الأولى، ثم فعل به ذلك أربع مرات، وأبو عثمان ينصرف ويحضر، ثم
قال: يا أستاذ إنما أردت بذلك اختبارك والوقوف على أخلاقك، ثم جعل يعتذر له
ويمدحه. فقال أبو عثمان: لا تمدحني على خلق تجده في الكلاب، فإن الكلب إذا دعي حضر
وإذا زجر انزجر.
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــ
المستطرف في كل فن مستطرف (ص: 129)
الأمثال لابن سلام (ص: 183)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق