الأحد، 5 فبراير 2023

ثمن الجهل أورثنا هذا البلاء من حياة شاب عربي أحب التعلم ، وقصة بيكاسو وجاهل نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ثمن الجهل أورثنا هذا البلاء

من حياة شاب عربي أحب التعلم ، وقصة بيكاسو وجاهل نتعلم

قالوا : حَيَاةُ الشَّيْطَانِ تَرْكُ الْعِلْمِ، وَرُوحُهُ وَجَسَدُهُ الْجَهْلُ، وَمَعْدِنُهُ فِي أَهْلِ الْحِقْدِ وَالْقَسَاوَةِ، وَمَثْوَاهُ فِي أَهْلِ الْغَضَبِ، وَعَيْشُهُ فِي الْمُصَارَمَةِ ، وَرَجَاؤُهُ فِي الْإِصْرَارِ عَلَى الذُّنُوبِ.

فيما مضى من زمن أيام الدولة العباسية ، شاب أحب العلم وسعى إليه ، إلّا أنّه لم يوفق ولم يحالفه الحظ في ذلك فمن طلبه من العلماء كان منشغلا بتأليف الكتب، فجال في خاطر الشاب أن يخرج في كلّ يوم ليقود دابّة العالم الكسائي في طريق ذهابه إلى قصر الخليفة الرشيد ، ليسأله عن كلّ ما يراود فكره في الذّهاب والعودة، ليعود إلى بيته ويكتب كلّ ما سمعه أو أجاب عليه العالم الكسائي، وقد بقي على تلك الحال لمدّة قاربت تسع سنين ، جعل الناس يسمّونه "توّاقة المعرفة. "
قام أحد رجال الأعمال الأمريكيين بزيارة الرسام الأسباني الشهير بيكاسو ليشتري لوحة من لوحاته الشهيرة يضفيها إلى ما لديه . وتوجل في المرسم طويلا ليقف أمام لوحة ويبدي إعجابه الشديد بها بألوانها وخطوطها المتشابكة . شعر به بيكاسو . وكان يضع اللمسات الأخيرة لإحدى لوحاته . فقال به هل أستطيع مساعدتك يا سيدي . ابتسم الزائر وهو يفرك يديه وقد بدت عليه علامات الارتياح . ثم مد يده وراح يربت على كتف الرسام الكبير ، وقال : لقد وجدتها ، هذه هي اللوحة التي كنت أبحث عنها منذ زمن طويل ، ما أروع هذه الخطوط التي تعبر عن السعادة والفرح ثم تلك الدوائر الكبيرة و الصغيرة التي تمثل الوجه المرحة المستبشرة بالحياة . سوف أشتري هذه اللوحة يا مستر بيكاسو ، ولكن كم تطلب ثمناً لها؟

فقال الرسام المبلغ هو مائة ألف دولار . ولكنني لا أظن أن هذه هي لوحتك الضالة يا سيدي ، فهي لا تمثل شيئا مما كنت تتصوره وتتحدث عنه . إنها ترمز إلى شيء آخر لا يمت إلى السعادة بصلة . إنها تمثل قصة السمك الكبير الذي يأكل الصغير إنها قصة الحياة نفسها . ومن أجل هذا فقد طلبت هذا المبلغ الكبير ثمناً لها . وقد كنت على استعداد لأبيعك إياها بربع هذا المبلغ ، وهو ثمنها الأصلي لو أنك استطعت أن تكشف ما ترمز إليه هذه اللوحة . أما وقد طلبت منك هذا الثمن الكبير ، فما كان ذلك إلا لجهلك بالفن ! .

يا رب نسألك العلم وأخرجنا من ظلمات الوهم

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــ

الأدب الصغير – ابن المقفع (ص: 50)

مجلة العربي الكويتية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق