الثلاثاء، 21 فبراير 2023

التشاؤم والمتشائمون من السيرة العطرة ومن حياة الناس لنا مثل

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
التشاؤم والمتشائمون
من السيرة العطرة ومن حياة الناس لنا مثل
المتشائم من الناس هو من لا يتفق مع بيئته ولو كان ما به من الشر مثل الناس لكان منسجم مع حياته . ومن أجل تشاؤم العرب بالغراب اشتقّوا من اسمه الغربة، والاغتراب، والغريب. والفَأْلُ الحسَنُ ضِدُّ الطِّيَرَةِ والتشاؤُمِ، وهو مِن حُسْنُ الظَّنِّ باللهِ تعالى، بخِلافِ الطِّيَرَةِ؛ فإنَّ الطِّيَرَةَ والتَّشاؤُمَ مِن سوءِ الظَّنِّ باللهِ تعالى، وقد كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعجِبُه الاسْمُ الحَسَنُ، ويُسَرُّ بالفَأْلِ الحَسَنِ، وفي الحديثِ أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم سَمِعَ كلمةً من رجُلٍ فأعجبتْه؛ فقال للرَّجُلِ: (أخَذْنا فَأْلَكَ مِن فيك)، أي: عرَفْنا الخيرَ الذي فيك من فَمِك، وكلامِك الطَّيِّبِ؛ وذلك لأنَّ اللهَ جعَل في الفِطرةِ محبَّةَ الكلمةِ الحسنةِ والفَأْلِ الصَّالِحِ. وفي الحديثِ: التَّيمُّنُ والتَّفاؤُلِ بالكلمةِ الطَّيِّبةِ.
سئل رجل يوما كيف حالك قال : هذا يوم إذا انتسب للأيام كان يوم عيد . قيل وكيف ؟ قال : إنه يوم لم ألق فيه أحدا فالناس شر وسعيد من يتجنبه . والعيد عنده يوم قل شره . وإن سألت عن الرجل فهو من سواد الناس ، لم يتمرس في معركة الحياة ولم تقلم أظفاره . هو رجل لا يتفق مع بيئته . والشعراء نظموا فيما سر وفيما ساء . ونرى في قصائدهم أن الحزن أكثر من السرور فهذا الشافعي رحمه الله يقول :
مِحَنُ الزَمانِ كَثيرَةٌ لا تَنقَضي .. وَسُرورُهُ يَأتيكَ كالأَعيادِ
مَلَكَ الأَكابِرَ فَاِستَرَقَّ رِقابَهُم .. وَتَراهُ رِقّاً في يَدِ الأَوغادِ
والمتنبي يقول :
تَصفو الحَياةُ لِجاهِلٍ أَو غافِلٍ .. عَمّا مَضى فيها وَما يُتَوَقَّعُ
وحتى في الغناء أحب الناس الحزن فيها . وكذلك الموال فالمواويل الحزينة أكثر قربا لنفوس الناس
نثق بالله ومن حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو يعلم ابن عباس :
وَاعْلَمْ أَنَّ الأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــــــــــــ
شعب الإيمان - البيهقي(2/ 399)
سنن الترمذي (4/ 248)
أنوار الربيع في أنواع البديع – ابن المعصوم(ص: 13)
الحيوان - الجاحظ(2/ 418)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق