الأحد، 26 فبراير 2023

المرتد التائب طليحة بن خويلد الأسدي (000 - 21 هـ = 000 - 642 م) من أخطر زعماء الردة إلى أبرز أبطال الفتح الإسلامي

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المرتد التائب

طليحة بن خويلد الأسدي (000 - 21 هـ = 000 - 642 م)

من أخطر زعماء الردة إلى أبرز أبطال الفتح الإسلامي

قبيلة بني أسد كثيرة البطون كثيرة الحروب لم تعرف النصر إلا في رحاب الإسلام ارتد طليحة بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وادعى النبوة، وكان فارسا مشهورا بطلا، كان أول لقاء له مع المسلمين بعد غزوة أحد ليستفيد من واقع المسلمين بعدها ، إلا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علم بها وأرسل سلمة بن عبد الأسد فبدأهم الغارة وبدد جمعهم وعاد بالغنائم . ولم تنس بني أسد تلك الهزيمة فشاركت بثلاثة آلاف وخمسمائة مقاتل حيث حضر اليهود على غزوة الأحزاب . وفي العام التاسع للهجرة جاء وفد أسد إلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مسلمين . وتطل الردة قبل وفاة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وكان طلحة من صانعيها . تنبأ في حياة رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم فوجه إليه النبي صلى اللَّه عليه وسلم ضرار ابن الأزور عاملا على بني أسد وأمرهم بالقيام على من ارتد فضعف أمر طليحة حتى لم يبق إلا أخذه، فضربه بسيف فلم يصنع فيه شيئا، فظهر بين الناس أن السلاح لا يعمل فيه، فكثر جمعه. ومات النبي صلى اللَّه عليه وسلم، وهم على ذلك، فكان طليحة يقول: عن جبرائيل يأتيني. وسجع للناس الأكاذيب، وكان يأمرهم بترك السجود في الصلاة ويقول: إن اللَّه لا يصنع بتعفر وجوهكم وتقبح أدباركم شيئا، اذكروا اللَّه أعفة قياما، إلى غير ذلك، وتتبعه كثير من العرب عصبية وكان طليحة قد قتل في حروب الردة هو وأخوه عكاشة بن محصن الأسدي ، وعندما شعر طليحة بالهزيمة أقر بكذبه وفر هاربا على فرسه . ثم لحق بالشام، فكان عند بني جفنة حتى قدم مسلما مع الحاج المدينة، حين عاد لرشده ، فلم يعرض له أبو بكر، ثم قدم زمن عمر بن الخطاب، فَقَالَ له عمر: أنت قاتل الرجلين الصالحين- يعني ثابت بن أقرم، وعكاشة بن محصن، فَقَالَ: لم يهني الله بأيديهما وأكرمهما بيدي. فَقَالَ: والله لا أحبك أبدا. قَالَ: فمعاشرة جميلة يا أمير المؤمنين. ثم شهد طليحة القادسية، فأبلى فيها بلاء حسنا فكان عمرو بن معد يكرب يقاتل مع خمس من أصحابه ويقاتل طليحة بمفرده . وكلفه سعد ، ليأتيه بخبر القوم، فلما عاينوا سوادهم، ورأوا كثرتهم قالوا لطليحه: انصرف بنا، فقال: لا، ولكنى ماض حتى ادخل عسكرهم، واعلم علمهم. فاتهموه، وقالوا له: ما نحسبك تريد الا اللحاق بهم، وما كان الله ليهديك بعد قتلك عكاشة بن محصن وثابت بن اقرم، فقال لهم طليحة: ملا الرعب قلوبكم، واقبل طليحة حتى دخل عسكر الفرس ليلا، فلم يزل يجوسه ليلته كلها، حتى إذا كان وجه السحر مر بفارس منهم يعد بألف فارس، وهو نائم، وفرسه مقيد، فنزل، ففك قيده، ثم شد مقوده بثغر فرسه ، وخرج من المعسكر، واستيقظ صاحب الفرس، فنادى في اصحابه، وركب في اثره، فلحقوه، وقد أضاء الصبح، فبدر صاحب الفرس اليه، ووقف له طليحة، فأطعنا، فقتله طليحة، ولحقه فارس آخر، فقتله طليحة، ولحقه ثالث، فاسره طليحة، وحمله على دابته، واقبل به نحو عسكر المسلمين، فكبر الناس، ودخل على سعد، واخبره الخبر. ويحشد الفرس مائة وخمسين ألفا في نهاوند لرد المسلمين ، ونهاوند قلعة حصينة على مرتفع شاهق ، ويرسل سيدنا عمر رضي الله عنه ثلاثين ألفا لرد الفرس بقيادة النعمان بن مقرن ويأمره باستشارة ثلاثة ، طليحة وعمرو بن معد يكرب ، وعمرو بن أبي سلمى وأمره أن لا يوليهم إمارة ، ويذهب الثلاثة ويعود عمرو بن معد وعمرو بن أبي سلمة دون أن يفيدوا بخبر ويسير طليحة حتى انقطعت أخباره ويظن الناس أنه قد ارتد ، فلقد سار 130 كم واطلع على الحصن ثم عاد ليخبر النعمان فيكبر المسلمون وتفتح نهاوند. واستشهد بنهاوند .
ـــــــــــــ

الاستيعاب في معرفة الأصحاب - النمري (2/ 773)

دلائل النبوة للبيهقي (3/ 320)

إمتاع الأسماع – المقريزي (14/ 232)

جوامع السيرة – ابن حزم (ص: 339)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق