الجمعة، 3 فبراير 2023

الخطأ والتسامح ومن حياة السلف لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الخطأ والتسامح ومن حياة السلف لنا مثل

النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسهيل بن عمرو . سيد يوسف وأخوته ، وأبو بكر رضي الله عنه ومسطح

الصواب: نَقيض الخَطَأ وأَخطَأَ يُخطِئُ إِذَا سَلَكَ سَبيلَ الخَطَأ عَمْداً وسَهواً وقد قيل : «كلنا ضعفاء وميالون للخطأ. عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وُضِعَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأُ وَالنِّسْيَانُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» ومن هذا المنطق كان لا بد من العدول عن الخطأ والتسامح . وحتى نكون متسامحين لا بد من اكتشاف أخطائنا ، والوقوف عند وتصحيحها

وقد قيل :«إنه لمن الجودة بمكان أن يقول المرء: قد أكون أنا على خطأ، وقد تكون أنت على صواب. فإذا قال الطرفان معاً هذا القول، فسيكون هذا على الأرجح، كافياً للوصول إلى تسامح متبادل». و مرتبة العفو لا يصل إليها إلا من جرد نفسه لله، وجاهد نفسه، وكظم غيظه .

في قصة سيدنا يوسف عليه السلام مثل للتسامح والعفو حيث حين اتضحت الأمور وكشفت خبايا القصة قال سيدنا يوسف : قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ” ( يوسف: 92 ( .

قَامَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي رِجَالٍ مِنْ قُرَيْشٍ يحرض على قتال المسلمين فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ، هَذَا مُحَمّدٌ وَالصّبَاةُ مَعَهُ مِنْ شُبّانِكُمْ، وَأَهْلُ يَثْرِبَ، قَدْ عَرَضُوا لِعِيرِكُمْ وَلَطِيمَةِ قُرَيْشٍ- وَاللّطِيمَةُ: التّجَارَةُ. ولما كان صلح الحديبية أَبَى سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو أَنْ يَكْتُبَ «مُحَمّدٌ رَسُولُ اللهِ» ثم لَمّا أُسِرَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، انْزِعْ ثَنِيّتَيْهِ! يُدْلَعُ لِسَانُهُ فَلَا يَقُومُ عَلَيْك خَطِيبًا أَبَدًا! فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا أُمَثّلُ بِهِ فَيُمَثّلَ اللهُ بِي وَإِنْ كُنْت نَبِيّا، وَلَعَلّهُ يَقُومُ مَقَامًا لَا تَكْرَهُهُ. فَقَامَ سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو حِينَ جَاءَهُ وَفَاةُ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخُطْبَةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ بِمَكّةَ- كَأَنّهُ كَانَ يَسْمَعُهَا. قَالَ عُمَرُ حِينَ بَلَغَهُ كَلَامُ سُهَيْلٍ: أَشْهَدُ إنّك لَرَسُولُ اللهِ! يُرِيدُ حَيْثُ قَالَ النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَعَلّهُ يَقُومُ مَقَامًا لَا تَكْرَهُهُ» .

وكان مسطح، قد تكلم في قصة الإفك فحلف أبو بكر أن لا ينفع مسطحا بنافعة، فأنزل الله: (وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ) . يعني أبا بكر، (أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ) يعني: مسطحا (أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) قال أبو بكر: بلى والله، إنا لنحبّ أن يغفر الله لنا، وعاد أبو بكر لمسطح بما كان يصنع به.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــ

مغازي الواقدي (1/ 107)

تفسير الطبري (19/ 127)

المعجم الأوسط – للطبراني (8/ 161)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق