الخميس، 2 فبراير 2023

مدح أم هجاء ضعنا وضيعتنا صيغ المدح والذم أو الهجاء وحكايتين من حياة السلف نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

مدح أم هجاء

ضعنا وضيعتنا صيغ المدح والذم أو الهجاء وحكايتين من حياة السلف نتعلم

حين يكون المرء في رخاء من العيش ينمق الناس صيغ المديح ، وفي حال انقلب الدهر بالمرء يسترخص ، فتنطلق عبارات المديح وتتحول إلى صيغ أخفها ألفاظ محملة بالترحم لحال وصل إليه . والرهبة خير من الترحم على المرء في حياته وقديما قالت العرب : رهبوت خير من رحموت. أي الرّهب منك خير من الرّحمة لك.

دخل الفرزدق على يزيد  بن المهلّب وهو محبوس فقال :

أصبح في قيدك السماحة وال ... جود وحمل الدّيات والحسب

فقال له: أتمدحني على هذه الحال؟ فقال: أصبتك رخيصا فاشتريتك

حكى الأصمعي قال : كنت أسير في أحد شوارع الكوفة فإذا بأعرابي يحمل قطعة من قماش . فسألني أن أدله على خياط قريب فأخذته إلى خياط يدعى زيدا ، وكان أعور . فقال الخياط والله لأخيطنه خياطة لا تدري أهو مستويا أم مقوبا . فقال الأعرابي والله لأقولن فيك شعراً لا تدري أمدح أم هجاء . فلما أتم الخياط الثوب أخذه الأعرابي ولم يعرف هل يلبسه مستويا أم مقلوبا فقال في الخياط هذا الشعر

خاط لي زيد قباء ... ليت عينيه سواء

فاسأل الناس جميعا ... أمديح أم هجاء

وذلك يحتمل تمني عمى العينين، وتمنى إبصارهما، فيحتمل المدح بأنه لحسن الخياطة يتمنى إبصار عينيه ليزيد حسن خياطته، ويحتمل الذم أي لسوء الخياطة ، فيتمنى عمى عينيه ليتخلص الناس من خياطته، والفرق بينه وبين الإيهام وجوب استواء الاحتمالين فيه .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

عيون الأخبار (1/ 152)

الأمثال للهاشمي (1/ 140)

العقد الفريد (6/ 232)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق