الأحد، 6 نوفمبر 2022

هل فينا من إذا دعي حضر ، وممن إذا زجر انزجر ؟ ومن أخلاق السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

هل فينا من إذا دعي حضر ، وممن إذا زجر انزجر ؟

ومن أخلاق السلف نتعلم

في المعرة يقولون : طولت البال من الرحمن ، أما اليوم فطولت البال غير متوفرة إلا عند من رحمهم الله تعالى . فالغضب سيمة يتحلى بها الكثيرون ، والمدح والذم يطلقان هكذا ، دون تجربة أو اختبار ومما شاع قولهم: لا تمدحني حتى تجرب غيري فلربما كان سواي أحق بالمديح ، ورحم الله القائل : 

وإساءات ذي الإساءة يذكر ... نك يوماً إحسان ذي الإحسانِ

وله أيضا :

إساءة دهر اذكرت حسن فعله ... إليَّ ولولا الشري لم يعرف الشهدُ

حكي أن أبا عثمان الحيري دعاه إنسان إلى ضيافة، فلما وافى باب الدار قال له الرجل: يا أستاذ ليس لي وجه في دخولك، فانصرف رحمك الله، فانصرف أبو عثمان، فلما وافى منزله عاد الرجل إليه، وقال: يا أستاذ ندمت وأخذ يعتذر له، وقال: احضر الساعة، فقام معه فلما وافى داره قال له مثل ما قال في الأولى، ثم فعل به ذلك أربع مرات، وأبو عثمان ينصرف ويحضر، ثم قال: يا أستاذ إنما أردت بذلك اختبارك والوقوف على أخلاقك، ثم جعل يعتذر له ويمدحه. فقال أبو عثمان: لا تمدحني على خلق تجده في الكلاب، فإن الكلب إذا دعي حضر وإذا زجر انزجر.

قال بعض الأكابر لأبي هفان مالك لا تمدحني، فقال:

لسان الشكر تنطقه العطايا ... ويخرس عند منقطع النوال.

فم أعطي مُدح ‘ وإن منع ذَم . من أثني عليه رضي ، ومن انتقد غضب

وسبحان الله رب العالمين

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــــــــــ

المستطرف في كل فن مستطرف (ص: 129)

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 459)

زهر الأكم في الأمثال والحكم – اليوسي (1/ 218)

 

 

 

الشَّرْيُ: نوع من الشجر كالنَّخْلُ يَنْبُتُ من النَّواةِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق