الأحد، 20 نوفمبر 2022

المظهر قد لا يدل على واقع الحال ومن معرة النعمان بن بشير الأنصاري حكاية

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

المظهر قد لا يدل على واقع الحال

ومن معرة النعمان بن بشير الأنصاري حكاية

كلٌ يسعى إلى تحسين مظهره ، والقلة من دل ظاهر على باطنه ، أو وافق ظاهره باطنه ، وكثيرا ما تكون المظاهر البادية فارغة ، بما بدا عليهم من تلك المظاهر أو استتر.

حكمت الحراكي رحمه الله أحد وجهاء المعرة في منتصف القرن الماضي ، رجل غني عن التعريف في علوه منزلته وكرمه وكريم أخلاقه . جعل من بيته نزلا لأهل المعرة وعابري السبيل .

رغب الرجل في طلاء بيته بالدهان ( وأنا هنا أنقل عن رجلين رحمهما الله " جميل يوسف الحرامي – وعمر الأبرش ) فأرسل لحلب ليعثر على من لديه الخبرة ، ليعود ومعه رجل أرمني . مظهره يدل على البساطة في شكله ولباسه .

سئل عن ما يبتغيه من أجرة ، فأجاب من جاء به ، أن الأجرة لا تزيد عن طعام يومه ، وهدية مالية نقدرها نحن عند انتهاء بعد نهاية العمل .

ليبدأ الرجل العمل ، وحين حل وقت الغذاء أمر الرجل بتقديمه له ( والرجل معروف رحمه الله ) فقدم له على عادة البسطاء

استغرب الرجل ذلك الأمر ، وقال لم يحن وقت الغداء فهناك ساعة أتناوله فيها ، والرجاء فأنا بحاجة لطاولة ومعلقة وسكين وشوكة ، وصحن فارغ أكسب فيه ، ومنديل أضعه صدري . نقل الحال لسيد البيت حكمت رحمه الله . فاستغرب إلا أنه أمرهم بتلبية رغبته . انتهى العمل بعد شهور طويلة ، ومن فسح له المجال بعد عقود من الزمن وجد الدهان وكأن أنجز اليوم . أكرم الرجل بالمال وعاد لعائلته في مدينة حلب . طلب السيد حكمت الحراكي ممن جاء بالرجل أن يزوره في بيته إن سنحت الفرصة ، وكان في حلب ليكرمه .

وفي أحد الأيام كان الرجل رحمه الله في حلب ، وفكر في زيارة الدهان ، وقال في نفسه سأزوره وقضت الغذاء لأطلع على صدق ما قال . وفعلا ذهب إليه فاستقبله الرجل ورحب به . ثم قال نحن على طعام الطعام فشاركنا إن شئت .

انبهر الرجل . الأم والأب وابنت وولد متحلقين على ما تيسر من طعام – صحون فارغة وشوك مناديل وضعت على الصدور

عاد وحدث بما رأه حيث طابق قوله فعله .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق