صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
المظهر قد لا يدل على واقع الحال
ومن معرة النعمان بن بشير الأنصاري حكاية
كلٌ يسعى إلى تحسين مظهره ، والقلة من دل ظاهر على باطنه ، أو
وافق ظاهره باطنه ، وكثيرا ما تكون المظاهر البادية فارغة ، بما بدا عليهم من تلك
المظاهر أو استتر.
حكمت الحراكي رحمه الله أحد وجهاء المعرة في منتصف القرن
الماضي ، رجل غني عن التعريف في علوه منزلته وكرمه وكريم أخلاقه . جعل من بيته
نزلا لأهل المعرة وعابري السبيل .
رغب الرجل في طلاء بيته بالدهان ( وأنا هنا أنقل عن رجلين
رحمهما الله " جميل يوسف الحرامي – وعمر الأبرش ) فأرسل لحلب ليعثر على من
لديه الخبرة ، ليعود ومعه رجل أرمني . مظهره يدل على البساطة في شكله ولباسه .
سئل عن ما يبتغيه من أجرة ، فأجاب من جاء به ، أن الأجرة لا
تزيد عن طعام يومه ، وهدية مالية نقدرها نحن عند انتهاء بعد نهاية العمل .
ليبدأ الرجل العمل ، وحين حل وقت الغذاء أمر الرجل بتقديمه له
( والرجل معروف رحمه الله ) فقدم له على عادة البسطاء
استغرب الرجل ذلك الأمر ، وقال لم يحن وقت الغداء فهناك ساعة
أتناوله فيها ، والرجاء فأنا بحاجة لطاولة ومعلقة وسكين وشوكة ، وصحن فارغ أكسب
فيه ، ومنديل أضعه صدري . نقل الحال لسيد البيت حكمت رحمه الله . فاستغرب إلا أنه
أمرهم بتلبية رغبته . انتهى العمل بعد شهور طويلة ، ومن فسح له المجال بعد عقود من
الزمن وجد الدهان وكأن أنجز اليوم . أكرم الرجل بالمال وعاد لعائلته في مدينة حلب
. طلب السيد حكمت الحراكي ممن جاء بالرجل أن يزوره في بيته إن سنحت الفرصة ، وكان
في حلب ليكرمه .
وفي أحد الأيام كان الرجل رحمه الله في حلب ، وفكر في زيارة
الدهان ، وقال في نفسه سأزوره وقضت الغذاء لأطلع على صدق ما قال . وفعلا ذهب إليه
فاستقبله الرجل ورحب به . ثم قال نحن على طعام الطعام فشاركنا إن شئت .
انبهر الرجل . الأم والأب وابنت وولد متحلقين على ما تيسر من
طعام – صحون فارغة وشوك مناديل وضعت على الصدور
عاد وحدث بما رأه حيث طابق قوله فعله .
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق