صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حين تبصر نفسك
ومن حياتهم لنا مثل
كثر من يظن نفسه وكأن الله جَلَّ وعلا قد ميزه بصفات قل أن
توجد في خلقه ، يستبعد المرآة حتى لا تتأذى نفسه إن اطلع فوجد ما لا يحب ، ما
تتلقاه أذنيه من مديح الصفات أغلقت عليه صفات السوء التي إن وقف عندها ، لربما وضعته في سجن لا يخرج منه حتى يعيد النظر
في سيرة حياته عسها تدله على حقيقته .
قالت امرأة سقراط له: ما أقبح وجهك! قال: لولا أنك من المرايا
الصدئة لتبين لك حسن وجهي.
وقيل نظر تيمورلنك إلى وجهه في المرآة ، بعد أن تعود على
معيشة القصور فانقبض لمنظره القبيح ، ولمح وزيره انقباضه ، فأخذ يواسيه بما يسري
عنه وقال له : أيه الخافان الأعظم ، لا يأسى على جمال الوجوه ، وقد أعطاك الله
بسطة في الجسم ، وبسطة في القوة ، وبسطة في الثروة والسلطان ، وإنما يأسى على جمال
الوجوه النساء ، وأشباه النساء من الرجال . فان بسطت أسارير تميورلنك ، وابتسم
راضيا بما قاله وزيره ‘ لكنه التفت إلى جحا فرآه يبكي ، فقال ما خطبك يا جحا ؟ : أنا
صاحب المصيبة تسليت ، وأنت تأبى أن تتسلى . قال جحا : معذرة يا مولاي : إن مصيبتي
أكبر من مصيبتك أضعافا مضاعفة . أنت نظرت إلى المرآة مرة فانقبضت . فماذا أصنع أنا
الذي أنظر إليك بالليل والنهار مرات ؟ .
فكيف بنا نحن في هذا البلاء ، وقد قادنا القدر لنرى ما نحب ،
مشاهد لا قد لنا على هضمها وؤيتها.
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــ
جمع الجواهر في الملح والنوادر – أبو إسحاق الحصري (ص: 106)
مجلة الأجيال العدد 138 – ص 80
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق