السبت، 26 نوفمبر 2022

حين تبصر نفسك ومن حياتهم لنا مثل

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين تبصر نفسك

ومن حياتهم لنا مثل

كثر من يظن نفسه وكأن الله جَلَّ وعلا قد ميزه بصفات قل أن توجد في خلقه ، يستبعد المرآة حتى لا تتأذى نفسه إن اطلع فوجد ما لا يحب ، ما تتلقاه أذنيه من مديح الصفات أغلقت عليه صفات السوء التي إن وقف عندها ،  لربما وضعته في سجن لا يخرج منه حتى يعيد النظر في سيرة حياته عسها تدله على حقيقته .

قالت امرأة سقراط له: ما أقبح وجهك! قال: لولا أنك من المرايا الصدئة لتبين لك حسن وجهي.

وقيل نظر تيمورلنك إلى وجهه في المرآة ، بعد أن تعود على معيشة القصور فانقبض لمنظره القبيح ، ولمح وزيره انقباضه ، فأخذ يواسيه بما يسري عنه وقال له : أيه الخافان الأعظم ، لا يأسى على جمال الوجوه ، وقد أعطاك الله بسطة في الجسم ، وبسطة في القوة ، وبسطة في الثروة والسلطان ، وإنما يأسى على جمال الوجوه النساء ، وأشباه النساء من الرجال . فان بسطت أسارير تميورلنك ، وابتسم راضيا بما قاله وزيره ‘ لكنه التفت إلى جحا فرآه يبكي ، فقال ما خطبك يا جحا ؟ : أنا صاحب المصيبة تسليت ، وأنت تأبى أن تتسلى . قال جحا : معذرة يا مولاي : إن مصيبتي أكبر من مصيبتك أضعافا مضاعفة . أنت نظرت إلى المرآة مرة فانقبضت . فماذا أصنع أنا الذي أنظر إليك بالليل والنهار مرات ؟ .

فكيف بنا نحن في هذا البلاء ، وقد قادنا القدر لنرى ما نحب ، مشاهد لا قد لنا على هضمها وؤيتها.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــــــــــــ

جمع الجواهر في الملح والنوادر – أبو إسحاق الحصري (ص: 106)

مجلة الأجيال العدد 138 – ص 80



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق