السبت، 12 نوفمبر 2022

الطْفيلُيون من أسرار البلاء الذي نحن فيه ومن حياة السلف نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

الطْفيلُيون من أسرار البلاء الذي نحن فيه

ومن حياة السلف نتعلم

شعارا الكثير في هذه الأيام " شي ببلاش كتر منه " ولا تهم بالطرق رزق وجاييلك . ويسأل أحدهم وبصيغة ومع الأسف " إنشا الله عبدبر حالك . ويكون الجواب على ما بنقدر . لا أهمية للعمل وكون المرء قادر أو غير قادر مؤهل أو غير مؤهل .

المهم لا تضيع فرصة جاءت إليك .

التَّطْفيلُ : أن يأتيَ الرَّجلُ وليمة أو صنيعا لم يُدْع إليه، فَكُلُّ من فَعَل فِعْلَهُ نُسِبَ إليه، وقيل : طُفَيليٌّ. وتدخّل المرء فيما لا يعنيه أو ما ليس من اختصاصه " مُتطفِّل" . وهو مأخوذ من الطّفل وهو الظّلمة، فالفقير من العرب كان يحضر الطعام الذي لم يدع إليه متستّرا بالظّلمة لئلا يعرف. وقيل: سمّي بذلك لإظلام أمره على الناس؛ لا يدرى من دعاه. والطفيلي هو الأحمق الَّذِي لَا خير فِيهِ، كالكلب يدخل رأسه في الإناء . وقد عاب أهل الجاهلية أهل التطفل ومن يتحين طعام الناس، أو يكثر من السؤال. والطفيلي منسوب إلى طُفيل بن زلال، رجل من أهل مكة من بني عبد الله بن غطفان كان يأتي الولائم من غير أن يُدعى إليها. وكان يقال له طُفَيْل الأعراس والعرائس: وددتُ أن الكوفة بِرْكة مُصَهْرَجَةٌ فلا يخفى عليَّ منها شيء. وكان هو أول من فعل ذلك. فأما العرب فإنها تسمي الذي يجيء إلى الطعام لم يُدع إليه الوارِش. وقال الراجز:

ولا تَزَالُ وُرَّشٌ تأتينا ... مُهَرْكِلاتٍ ومُهَرْكِلينا

ومأل الطفيلي للهلاك فقد روى ابن عامر الفهري عن أشياخه قال: أمر المأمون أن يحمل إليه من أهل البصرة عشرة رجال كانوا قد رموا عنده بالزندقة، فحملوا إليه، فمر بهم طفيلي، فرآهم مجتمعين، فظن خيراً ومضى معهم إلى الساحل وقال: ما اجتمع هؤلاء إلا لوليمة، فانسل ودخل الزورق وقال: لا شك إنها نزهة، فلم يكن إلا يسير، قد قيد القوم، وقيد معهم. فعلم أنه وقع فيما لا طاقة له به، ورام الخلاص، فلم يقدر، وساروا إلى أن وصلوا بغداد وأدخلوا على المأمون، فاستدعى بهم بأسمائهم واحداً بعد واحد، وجعل يذكره بفعله وبقوله ويضرب عنقه، حتى لم يبق إلا الطفيلي، وفرغت العشرة فقال المأمون للموكل: من هذا؟ فقال: لا أعلم يا أمير المؤمنين، غير أننا رأيناه معهم، فجئنا به.

فقال: يا أمير المؤمنين. امرأته طالقة إن كان يعرف من أحوالهم شيئاً، ولا يعرف غير لا غله إلا الله ومحمد رسول الله، وإنما رأيتهم مجتمعين، فظننت أنها وليمة يدعون إليها، فلحقت بهم. فضحك المأمون وقال: أوقد بلغ من شؤم التطفل أن يحل بصاحبه هذا المحل؟ لقد سلم هذا الجاهل من القتل، ولكن يؤدب، حتى لا يعود إلى مثلها.

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــ

نوادر الخلفاء  إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس – الأتليدي (ص: 236)

الفاخر – ابن عاصم (ص: 77)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق