صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِيفي بلاد الله
لاهاي أجمل قرية في هولند
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
أمنيات ومن ادولف هتلر لنا مثل
روي عن الْحَسَنَ البصري رحمه أنه قال : «إِنَّ الْإِيمَانَ
لَيْسَ بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، إِنَّمَا الْإِيمَانُ مَا وَقَرَ فِي
الْقَلْبِ، وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ»
فالأماني هي على شقين فمن الناس من يتمنى ما حرم الله ، ومنهم
من تكون أمنيته فيما أحله الله ، وفي كلا الحالين لا تتحقق الأماني إلا بالأفعال .
قَالَ يَحْيَى بْنُ خَالِدٍ رحمه الله قال : الْحَاسِدُ عَدُوٌّ مَهِينٌ لَا
يُدْرِكُ وَتْرَهُ إِلَّا بِالتَّمَنِّي.
هتلر تمنى أن يكون الرباع التوني المصري ألمانيا : ففي دورة برلين 1926 م كان الرباع
المصري خضر التوني مفاجأة الدورة حين فاز بذهبية الأثقال للوز المتوسط ، متغلبا
على منافسه الألماني " ايزماير " بطل العالم ،والمرشح للفوز ، مما أدهش
الزعيم النازي ادولف هتلر ، مستشار ألمانيا آنذاك . فلم يملك وهو يُسَلِّم التوني ميداليته ، إلا أن يشد على يده مصافحا
وقائلا بإعجاب : أتمنى لو أنك
باهر توني كنت ألمانيا .
ترى هل تحققت أمنية هتلر : أقول : نعم فلقد صنع من ألمانيا -
وبغض النظر عن أهدافه العنصرية - دولة كادت تسيطر على دول العالم وفي كل المجالات
.
ترى هل تحقق أمانينا برفع البلاء بالتمني أن تعود الأيام
الخوالي ؟
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
مصنف ابن أبي شيبة (6/ 163)
المجالسة وجواهر العلم (5/ 313)
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حين تبصر نفسك
ومن حياتهم لنا مثل
كثر من يظن نفسه وكأن الله جَلَّ وعلا قد ميزه بصفات قل أن
توجد في خلقه ، يستبعد المرآة حتى لا تتأذى نفسه إن اطلع فوجد ما لا يحب ، ما
تتلقاه أذنيه من مديح الصفات أغلقت عليه صفات السوء التي إن وقف عندها ، لربما وضعته في سجن لا يخرج منه حتى يعيد النظر
في سيرة حياته عسها تدله على حقيقته .
قالت امرأة سقراط له: ما أقبح وجهك! قال: لولا أنك من المرايا
الصدئة لتبين لك حسن وجهي.
وقيل نظر تيمورلنك إلى وجهه في المرآة ، بعد أن تعود على
معيشة القصور فانقبض لمنظره القبيح ، ولمح وزيره انقباضه ، فأخذ يواسيه بما يسري
عنه وقال له : أيه الخافان الأعظم ، لا يأسى على جمال الوجوه ، وقد أعطاك الله
بسطة في الجسم ، وبسطة في القوة ، وبسطة في الثروة والسلطان ، وإنما يأسى على جمال
الوجوه النساء ، وأشباه النساء من الرجال . فان بسطت أسارير تميورلنك ، وابتسم
راضيا بما قاله وزيره ‘ لكنه التفت إلى جحا فرآه يبكي ، فقال ما خطبك يا جحا ؟ : أنا
صاحب المصيبة تسليت ، وأنت تأبى أن تتسلى . قال جحا : معذرة يا مولاي : إن مصيبتي
أكبر من مصيبتك أضعافا مضاعفة . أنت نظرت إلى المرآة مرة فانقبضت . فماذا أصنع أنا
الذي أنظر إليك بالليل والنهار مرات ؟ .
فكيف بنا نحن في هذا البلاء ، وقد قادنا القدر لنرى ما نحب ،
مشاهد لا قد لنا على هضمها وؤيتها.
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــ
جمع الجواهر في الملح والنوادر – أبو إسحاق الحصري (ص: 106)
مجلة الأجيال العدد 138 – ص 80
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
ولمسات
بيانية في نصوص من التنزيل
سؤال
: ما دلالة رفع (المقيمين) في قوله تعالى (لَكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ
مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ أُولَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ
أَجْرًا عَظِيمًا (162) النساء) ؟
يقول
الدكتور فاضل أحسن الله جزاءه : هذا يُسمّى القطع والقطع يكون في الصفات أو العطف
إذا كان من باب الصفات. القطع يكون للأمر المهم. ذكرنا في قوله تعالى (أَنَّ
اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ (3) التوبة) عطف على اسم. فالقطع
موجود في اللغة، في الصفات يكون القطع مع المرفوع للمنصوب ومع المنصوب للمرفوع ومع
المجرور للمرفوع. والآية موضع السؤال هي من القطع يقطع من الصفات لأهمية المقطوع
والمقطوع يكون مفعولاً به بمعنى أخُصُّ أو أمدح ويسمى مقطوع على المدح أو الذم.
وفي الآية (المقيمين) مقطوعة وهي تعني أخص أو أمدح المقيمين الصلاة. وكأننا نسلّط
الضوء على المقطوع فالكلمة التي نريد أن نركّز عليها أو نسلّط عليها الضوء نقطعها.
من باب الصفات ما دلّ على المدح أو الذم أو الترحّم ويكون الاضمار وجوباً.
أما
المؤتون الزكاة فهي معطوفة على (الراسخون في العلم) .
أما
لماذا جاءت المقيمين الصلاة بالقطع والمؤتون الزكاة معطوفة على الراسخون في العلم؟
إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة عبادتان ظاهرتان في الآية وردتا بين عقيدة (والمؤمنون
يؤمنون، والمؤمنون بالله واليوم والآخر) وإقامة الصلاة هي الأمثل والأولى فركّز
عليها وقطع بالرفع مع المنصوب في الصفات.
ومن
الأمثلة أيضاً على القطع قوله تعالى (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ
قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآَتَى
الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ
السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى
الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177) البقرة) الصابرين منصوبة ركّز عليها وقطع
ولم يقل الصابرون معطوفة على الموفون عطف على خبر لكنّ لأن الصابرين يكونون في
الحرب والسلم وفي البأساء وهي عموم الشدة والاصابة في الأموال والضرّاء في البدن
والدين كله صبر فقطع الصابرين لأهميتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمسات
بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات - الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص : 960 )
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
المظهر قد لا يدل على واقع الحال
ومن معرة النعمان بن بشير الأنصاري حكاية
كلٌ يسعى إلى تحسين مظهره ، والقلة من دل ظاهر على باطنه ، أو
وافق ظاهره باطنه ، وكثيرا ما تكون المظاهر البادية فارغة ، بما بدا عليهم من تلك
المظاهر أو استتر.
حكمت الحراكي رحمه الله أحد وجهاء المعرة في منتصف القرن
الماضي ، رجل غني عن التعريف في علوه منزلته وكرمه وكريم أخلاقه . جعل من بيته
نزلا لأهل المعرة وعابري السبيل .
رغب الرجل في طلاء بيته بالدهان ( وأنا هنا أنقل عن رجلين
رحمهما الله " جميل يوسف الحرامي – وعمر الأبرش ) فأرسل لحلب ليعثر على من
لديه الخبرة ، ليعود ومعه رجل أرمني . مظهره يدل على البساطة في شكله ولباسه .
سئل عن ما يبتغيه من أجرة ، فأجاب من جاء به ، أن الأجرة لا
تزيد عن طعام يومه ، وهدية مالية نقدرها نحن عند انتهاء بعد نهاية العمل .
ليبدأ الرجل العمل ، وحين حل وقت الغذاء أمر الرجل بتقديمه له
( والرجل معروف رحمه الله ) فقدم له على عادة البسطاء
استغرب الرجل ذلك الأمر ، وقال لم يحن وقت الغداء فهناك ساعة
أتناوله فيها ، والرجاء فأنا بحاجة لطاولة ومعلقة وسكين وشوكة ، وصحن فارغ أكسب
فيه ، ومنديل أضعه صدري . نقل الحال لسيد البيت حكمت رحمه الله . فاستغرب إلا أنه
أمرهم بتلبية رغبته . انتهى العمل بعد شهور طويلة ، ومن فسح له المجال بعد عقود من
الزمن وجد الدهان وكأن أنجز اليوم . أكرم الرجل بالمال وعاد لعائلته في مدينة حلب
. طلب السيد حكمت الحراكي ممن جاء بالرجل أن يزوره في بيته إن سنحت الفرصة ، وكان
في حلب ليكرمه .
وفي أحد الأيام كان الرجل رحمه الله في حلب ، وفكر في زيارة
الدهان ، وقال في نفسه سأزوره وقضت الغذاء لأطلع على صدق ما قال . وفعلا ذهب إليه
فاستقبله الرجل ورحب به . ثم قال نحن على طعام الطعام فشاركنا إن شئت .
انبهر الرجل . الأم والأب وابنت وولد متحلقين على ما تيسر من
طعام – صحون فارغة وشوك مناديل وضعت على الصدور
عاد وحدث بما رأه حيث طابق قوله فعله .
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
الإخوان رديف لتخفيف عبء البلاء
قيل خير ما يكتسب المرء الإخوان ، فنهم معونة على حوادث
الزمان ونوائب الدهر ، وعون في السراء والضراء ، وما أكثر ما يتقلب الزمان بين
السرور والحزن . ورضي الله عنه سيدنا علي بن أبي طالب حيث قال :
عـلـيك بإخوان الصفاء فإنهم * عماد إذا استنجدتهم وظهور
وليس كثيرا ألف خل وصاحب * وإن عـدوّاً واحـداً لكثـير
وقال لبيد بن ربيعة
ما عاتَبَ الحُرَّ الكَريمَ كَنَفسِهِ وَالمَرءُ يُصلِحُهُ الجَليسُ الصالِحُ
وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله
عنهما ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ رُوحَ
الْمُؤْمِنَيْنِ لَيَلْتَقِيَانِ فِي مَسِيرَةِ يَوْمٍ، وَمَا رَأَى أَحَدُهُمَا
صَاحِبَهُ» ورحم الله القائل :
هَوِيتكُم بالسَّمعُ قَبْلَ لقائكُمْ ... وَأذنُ الفَتَى
تَهَوى لعمْرِيْ كَطَرْفِهِ
وخبّرت عنكم كلّ جود ورفعة ... فلما التقينا كنتم فوق وصفه
وَقِيلَ لِابْنِ السِّمَاكِ: أَيُّ الْإِخْوَانِ أَحَقُّ
بِإِبْقَاءِ الْمَوَدَّةِ؟ قَالَ الْوَافِرُ دِينُهُ، الْوَافِي عَقْلُهُ، الَّذِي
لَا يَمَلُّك عَلَى الْقُرْبِ، وَلَا يَنْسَاك عَلَى الْبُعْدِ، إنْ دَنَوْت
مِنْهُ دَانَاك. وَإِنْ بَعُدْت عَنْهُ رَاعَاك، وَإِنْ اسْتَعْضَدْتَهُ عَضَّدَك،
وَإِنْ احْتَجْت إلَيْهِ رَفَدَك، وَتَكْفِي مَوَدَّةُ فِعْلِهِ، أَكْثَرُ مِنْ
مَوَدَّةِ قَوْلِهِ.
وقالوا إن وقع بصرك على شخص فكرهته فحذره جهدك
ورحم الله القائل :
خليليَّ للبغضاء عينٌ مُبيِنَةٌ ... وللحبِّ آياتٌ تُرَى
ومعارفُ
ألا إنّما العينانِ للقلبِ رَائدٌ ... فما تألفُ العينانِ
فالقلبُ يألفُ
يحبُّ ويُدْنِى من يقلُّ خلافُهُ ... وليس بمحبوبٍ حبيبٌ
مخالفُ
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــ
الأدب المفرد الإمام البخاري (ص: 101)
الدر الفريد وبيت القصيد (11/ 82)
غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب – السفاريني (2/ 477)
بهجة المجالس وأنس المجالس – النمري (ص: 177)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
ولمسات
بيانية في نصوص من التنزيل
سؤال
: ماذا عن ربط المستقبل بـ (غد) فقط في قوله تعالى (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ
إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) الكهف) ؟
يقول
الدكتور فاضل أحسن الله جزاءه : سبب نزول الآية هو الذي يحدد. سُئل رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - عن ثلاثة أسئلة من قبل الكفار منها عن أهل الكهف فقال الرسول
- صلى الله عليه وسلم - سأجيبكم غداً لأنه لم يكن لديه علم وجاء غد ولم يُجِب
الرسول - صلى الله عليه وسلم - ولم ينزل عليه الوحي مدة خمس عشرة ليلة فحصل إرجاف
لأن الوحي يتنزّل بحكمة الله تعالى ثم نزلت الآية (وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ
إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)) فهي مناسبة لأصل سبب النزول وهذا ينسحب لأنه
أحياناً سبب النزول لا يتقيّد بشيء. مثلاً في مسألة (وَلَا تُكْرِهُوا
فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَنْ يُكْرِهُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ
إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33) النور) ماذا إذا لم يردن تعففاً؟ الحادثة
التي حصلت أن عبد الله بن أبيّ أراد إكراههن وهن يردن التحصّن فذكر المسألة كما هي
واقعة ثم تأتي أمور أخرى تبيّن المسألة.
غداً
في الآية موضع السؤال لا تعني بالضرورة الغد أي اليوم الذي يلي وإنما قد تفيد
المستقبل وهي مناسبة لما وقم وما سيقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمسات بيانية في نصوص من التنزيل - محاضرات - الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص : 958 )
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ
ومن قصة أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، والشيطان
نتعلم
فن الكذب الذي استوحاه الكثيرون من إن إبليس ، إن ساقت الحاجة
مرة لتملك ثقة من تحتاجه أو من تريد جره إلى الذي تريد ، وخصوصا إن كنت تريده أحد
أنصارك ، أو إمعة تجره خلفك . قد يحدثك بالصدق ، وهو مشهود له بالكذب ، قد يبادرك
بالإحسان ، وقد شهد له بالأذى . ولك أن ترقب الكثيرين من تمتعوا بتلك الصفة .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:
وَكَّلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِحِفْظِ زَكَاةِ
رَمَضَانَ، فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يَحْثُو مِنَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ،
وَقُلْتُ: وَاللَّهِ لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي مُحْتَاجٌ، وَعَلَيَّ عِيَالٌ وَلِي حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ،
قَالَ: فَخَلَّيْتُ عَنْهُ، فَأَصْبَحْتُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ البَارِحَةَ»،
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، شَكَا حَاجَةً شَدِيدَةً، وَعِيَالًا،
فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ،
وَسَيَعُودُ»، فَعَرَفْتُ أَنَّهُ سَيَعُودُ، لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّهُ سَيَعُودُ، فَرَصَدْتُهُ، فَجَاءَ يَحْثُو مِنَ
الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: دَعْنِي فَإِنِّي مُحْتَاجٌ وَعَلَيَّ
عِيَالٌ، لاَ أَعُودُ، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ،
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ، مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ شَكَا حَاجَةً
شَدِيدَةً، وَعِيَالًا، فَرَحِمْتُهُ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «أَمَا
إِنَّهُ قَدْ كَذَبَكَ وَسَيَعُودُ»، فَرَصَدْتُهُ الثَّالِثَةَ، فَجَاءَ يَحْثُو
مِنَ الطَّعَامِ، فَأَخَذْتُهُ، فَقُلْتُ: لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ،
وَهَذَا آخِرُ ثَلاَثِ مَرَّاتٍ، أَنَّكَ تَزْعُمُ لاَ تَعُودُ، ثُمَّ تَعُودُ
قَالَ: دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا، قُلْتُ: مَا
هُوَ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ، فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ:
{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة: 255]، حَتَّى
تَخْتِمَ الآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ
يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، فَأَصْبَحْتُ
فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا فَعَلَ أَسِيرُكَ
البَارِحَةَ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، زَعَمَ أَنَّهُ يُعَلِّمُنِي
كَلِمَاتٍ يَنْفَعُنِي اللَّهُ بِهَا، فَخَلَّيْتُ سَبِيلَهُ، قَالَ: «مَا هِيَ»،
قُلْتُ: قَالَ لِي: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ
مِنْ أَوَّلِهَا حَتَّى تَخْتِمَ الآيَةَ: {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلَّا هُوَ
الحَيُّ القَيُّومُ} [البقرة: 255]، وَقَالَ لِي: لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ
اللَّهِ حَافِظٌ، وَلاَ يَقْرَبَكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - وَكَانُوا
أَحْرَصَ شَيْءٍ عَلَى الخَيْرِ - فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ: «أَمَا إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ، تَعْلَمُ مَنْ تُخَاطِبُ
مُنْذُ ثَلاَثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ»، قَالَ: لاَ، قَالَ: «ذَاكَ
شَيْطَانٌ».
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
صحيح البخاري (3/ 101)
صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
طيور العرب الخرافية " طائر الرخ " تتمة
طائر جاء ذكره في قصة السندباد وحكايات ألف ليلة وليلة ، وهو
طائر عظيم الخلقة إذا طار غطى عين الشمس . وأخبار الرخ كثيرة في المؤلفات العربية
. قال الأنطاكي حجمه كالجمل وأرفع منه . يغرق المراكب ويبيض على البر بيضة كالقبة
. وذكر الدمشقي أن ريشه يستقدم من عدن .
ويقول الدميري : الرّخ: بالخاء المعجمة في آخره طائر في جزائر
بحر الصين يكون جناحه الواحدة عشرة آلاف باع، ذكره الجاحظ وأبو حامد الأندلسي قال:
وقد كان وصل إلى أرض المغرب رجل من التجار ممن سافر إلى الصين وأقام بها مدة وكان
عنده أصل ريشة من جناحه، كانت تسع قربة ماء وكان يقول: إنه سافر مرة في بحر الصين
فألقتهم الريح إلى جزيرة عظيمة فخرج إليها أهل السفينة ليأخذوا الماء والحطب،
فرأوا قبة عظيمة أعلى من مائة ذراع، ولها لمعان بريق فعجبوا منها فلما دنوا منها
إذا هي بيضة الرخ، فجعلوا يضربونها بالخشب والفؤوس والحجارة حتى انشقت عن فرخ كأنه
جبل، فتعلقوا بريشة من جناحه فجروه، فنفض جناحه، فبقيت هذه الريشة معهم وخرج أصلها
من جناحه، ولم يكمل بعد خلقه فقتلوه وحملوا ما قدروا عليه من لحمه وقد كان بعضهم
طبخ بالجزيرة قدرا من لحمه، وحركها بعود حطب ثم أكلوه. وكان فيهم مشايخ فلما
أصبحوا إذ هم قد اسودت لحاهم ولم يشب بعد ذلك من أكل من ذلك الطعام. وكانوا
يقولون:
إن ذلك العود الذي حركوا به القدر من عود شجرة النشاب، قال:
فلما طلعت الشمس، إذا بالرخ قد أقبل في الهواء كأنه سحابة عظيمة في رجله حجر
كالبيت العظيم أكبر من السفينة فلما حاذى السفينة ألقى ذلك الحجر بسرعة فوقع الحجر
في البحر وسبقت السفينة ونجاهم الله تبارك وتعالى بفضله ورحمته.
وذكر ابن بطوطة قال : ولما كان في اليوم الثالث والاربعين ظهر
لنا بعد طلوع الفجر جبل في البحر بيننا وبينه نحو عشرين ميلا والريح تحملنا الى
صوبه، فعجب البحرية، وقالوا: لسنا بقرب من البر، ولا يعهد في البحر جبل، وان
اضطرتنا الريح اليه هلكنا، فلجأ الناس الى التضرّع والإخلاص وجدّدوا التوبة،
وابتهلنا الى الله بالدعاء وتوسلنا بنبيه صلى الله عليه وسلم، ونذر التجار الصدقات
الكثيرة، وكتبتها لهم في زمام بخطي، وسكنت الريح بعض سكون، ثم رأينا ذلك الجبل عند
طلوع الشمس قد ارتفع في الهواء وظهر الضوء فيما بينه وبين البحر فعجبنا من ذلك،
ورأيت البحرية يبكون، ويودع بعضهم بعضا. فقلت: ما شأنكم؟ فقالوا: إن الذي تخيلناه
جبلا هو الرّخ، وان رءآنا أهلكنا، وبيننا إذ ذاك وبينه أقل من عشرة أميال، ثم إن
الله تعالى منّ علينا بريح طيبة صرفتنا عن صوبه فلم نره ولا عرفنا حقيقة صورته
ومما قيل قديما عن الرخ شعراً :
وأرسينا وكل فا ... رح جذلان مسرور
وكل بوصول البـ ... رملء النفس محبور
وقلنا هذه الهند ... وفيها الخير موفور
ولاحت قبة يلمـ ... ـع في أطرافها النور
وأما تلكم القبـ ... ـة إن شئتم لها خبرا
فليست قبة حقا ... ولا طينا ولا صخرا
ولكن بيضة الرخ ... فقلنا كلنا عذرا
أهذي بيضة يا شيـ ... ـخ أم تخبرنا هترا
فقال الشيخ غضبان ... بصوت جد محزون
لقد كنتم جميعًا قلـ ... تم سوف تطيعوني
وهأنتم أولاء الآ ... ن سمع الأذن تعصوني
وقد أخبرتكم حقا ... ففي ماذا تماروني؟
فقلنا كلنا عفوًا ... فهذي قبة عجب
فقال لنا إذن هيا ... لتذهب عنكم الريب
فقولي وإله الخلـ ... ق لا زور ولا كذب
فقلنا كلنا شتا ... ن بيض الطير والقبب
وسرنا كلنا ماذا الذي ... يبدو على الرمل
عظيمًا يشبه القبة ... في التدوير والشكل
أهذي بيضة؟ تبدو ... لنا في الحجم كالتل
"كذوب أنت يا شيخ! ... يمينًا صادق قولي"
"أيا قوم اسمعوا إن الـ ... ـذ قد قلته حق"
إذن فلنكسر البيضـ ... ـة كيما يظهر الصدق!
"ألا لا تفعلوا ذلك فهـ ... ـو الطيش والحمق
فإن الرخ طير ها ... ئل أنيابه زرق"
وقلت لهم أطيعوا الشيـ ... ـخ قالوا إنه كذبا
فإن تك بيضة حقا ... كسرناها. "فواحربا
لكم أن قدم الرخ ... لسوف يذيقكم عطبا"
وقلت لهم أطيعوا الشيـ ... ـخ قالوا الشيخ لا قربا
أطيعوني أطيعوني ... وهيا نبحر الآنا
فإن كسرتم البيضـ ... ـة جاء الرخ غضبانا
فقالوا هات يا شيخ ... على قولك برهانا
فقال الشيخ "قد ضعنا ... فيا مولاى غفرانا"
وجاءوا ذا بكفيه ... قدوم ثم ذا فاس
وهذا عنده القعر ... وهذا عنده الراس
فتحطيم وتكسير ... وقال الشيخ "يا ناس
فعلتم فعلة نكرا ... ء إن الرخ فراس"
ولما كسروا البيضـ ... ـة حتى ظهر الفرخ
تنادوا صدق الشيخ! ... ألا قد صدق الشيخ!
وكذبناه لما كا ... ن بالنصح لنا يسخو
فيا بؤسي لنا ضعنا ... إذا أدركنا الرخ
وقال الشيخ قد جئتم ... بفعل شائن نكر
وكذبتم مقالي إنـ ... ـني بالبحر ذو خبر
فهيا الآن هيا الآ ... ن يا قومي إلى البحر
لعل الله ينجينا ... متى الريح بنا تجري
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــ
حياة الحيوان الكبرى - الدميري
تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب والعجاب الأنطاكي
رحلة ابن بطوطة (4/ 157)
نزهة الأمم في العجائب والحكم ابن إياس
المرشد إلى فهم أشعار العرب (1/ 143)
صَبِيحَةٌ
مُبارَكَة
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
التاريخ
علم وفضيلة
ومن
فروع الفراسة علم قيافة الأثر ، وعلم قيافة البشر – تتمة
علم القيافة
وهو
علم باحث عن تتبع اثار الأقدام والأخفاف والحوافر، في الطرق القابلة للأثر، وهي
التي تكون تربة حرة تتشكل بشكل القدم. ونفع هذا العلم بين، إذ القائف يجد بهذا
العلم الهراب من الناس، والضوال من الحيوان، بتتبع اثارها وقوامها بقوة الباصرة
وقوة الخيال والحافظة، حتى سمعت بعض من اعتنى بهذا العلم، أنهم يفرقون ببين أثر
قدم الرجل وأثر قدم المرأة، و بين أثر قدم الشيخ والشاب. ومن اشتهر بها من بني
مدلج وخثعم وخزاعة وقريش. والله أعلم بالصواب.
علم
قيافة البشر
وهو
علم باحث عن كيفية الاستدلال بهيئات الأعضاء في الإِنسان، على الاشتراك بينهما في
النسب والولاء، وفي سائر الأخلاق والأحوال. ويختص هذا الاستدلال بقوم من العرب
يقال لهم (بنو مدلج)، وآخرين يقال لهم (بنو لهب)، وذلك بمناسبة طبيعة حاصلة فيهم
لا يمكن تعلمه. قال بعض الحكماء: خص الله تعالى بذلك العرب، ليكون سبباً لارتداع
نسائهم عما يورث شوب نسبهم، وخبث حسبهم، وفساد بذورهم وزرعهم، صيانة للنسبة
النبوية، وليكون ذلك شرفاً لنبيه، صلى الله عليه وسلم. وهذا العلم والذي قبله
حاصلان بالحدس والتخمين لا بالاستدلال واليقين. حكي: أن الإمام محمد بن الحسن،
والإمام الشافعي، رضي الله عنهما، رأيا رجلاً، فقال محمد: إنه نجار، والشافعي أنه
حداد، فسألا عن صنعته، فقال: كنت حداداً والآن نجار. وإنما سميت بقيافة البشر،
لكون صاحبه يتتبع بشرات الإنسان وجلوده، وما يتبع ذلك من هيئات سائر الأعضاء،
خصوصاً الأقدام. ومبنى هذا العلم، ما ثبت في المباحث الطبية من وجود المناسبة
والمشابهة بين الولد ووالديه. وقد تكون تلك المناسبة في الأمور الظاهرة بحيث
يدركها كل أحد، وقد تكون في أمور خفية لا يدركها إلا أرباب الكمال. وتدرك هذه
المشابهة بمعونة القوة الباصرة والقوة الحافظة، ولهذا اختلفت أحوال الناس في هذا
العلم، كمالاً وضعفاً، إلى حيث لا يشتبه عليه شيء أصلاً، بسبب كماله في القوتين.
وهذا العلم موجود في قبائل العرب، ويندر في غيرهم، إذ لا يمكن تحصيل هذا العلم
وكسبه وتعليمه، بل هو متوارث في اعراق مخصوصة من العرب لا يشاركهم فيه غيرهم ولهذا
لهم يقع في هذا العلم تصنيف قل أو جل. و
يروى أن بعضاً من أكابر الفقهاء، رأوا التعويل على أصحاب هذا العلم في تصحيح
الانساب، كالشافعي رضي الله عنه، مستشهداً بما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
أنه سر بقول القائف في أسامة بن زيد - وكانا نائمين في قطيفة وقد بدت أقدامهما -
أن هذه الأقدام بعضها من بعض، وإنما سر بذلك لما أن المشركين طعنوا في نسبه. وقال
الشافعي، رحمه الله: لولم يكن حجة، لم يسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول
القائف. وقال أبو حنيفة، رحمه الله: سروره لأجل الزام المشرك بما هو حجة عندهم لا
أنه حجة قطعية في نفس الأمر.
الرسائل
الأدبية – الجاحظ (ص: 494)
العقد
الفريد (3/ 278)
خاصةمفتاح
السعادة ومصباح السيادة (1/ 328)