السبت، 6 أغسطس 2022

أخوي أبا جهل بن هشام الْحَارِث بْن هشام رضي الله عنه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أخوي أبا جهل بن هشام

الْحَارِث بْن هشام رضي الله عنه

وهو ابْن المغيرة بْن عَبْد اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْن مخزوم. وأمه أسماء بِنْت مُخَرَّبَةَ. أسلم الحارث بن هشام يوم الفتح فلم يزل مقيمًا بمكة حَتَّى قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وخرج إلى الشأم في خلافة أبي بكر الصديق فشهد فحل وأجنادين. وَمَاتَ فِي اليرموك وقيل في طَاعُونِ عَمَوَاسَ سَنَةَ ثَمَانِي عَشْرَةَ فِي خلافة عمر بن الخطاب.

وَكَانَ مِنْ أَشْرَافِ قُرَيْشٍ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، مِنْ مُسْلِمَةِ الْفَتْحِ، كَانَ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ ثُمَّ حَسُنَ إِسْلَامُهُ، يُقَالُ: إِنَّهُ اسْتَجَارَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ بِأُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ، فَأَجَارَتْهُ وَأَرَادَ عَلِيٌّ قَتْلَهُ فَأَجَازَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَوَارَهَا عَلَيْهِ، خَرَجَ مُجَاهِدًا فِي أَيَّامِ عُمَرَ إِلَى الشَّامِ، فَلَمْ يَزَلْ مُجَاهِدًا بِهَا حَتَّى أَصَابَتْهُ الشَّهَادَةُ يَوْمَ الْيَرْمُوكِ. وَقِيلَ: تُوُفِّيَ فِي طَاعُونِ عَمَوَاسَ، سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ. وهو من سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي فعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ الحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الوَحْيُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ .

وكَانَ الْحَارِث بْن هشام عَلَى خَيْلِ الْمُشْرِكِينَ يوم بدر إلا أنه فَرّ عَنْ أَخِيهِ أبي جهل . لَمّا أَبْصَرَ عَدُوّ اللهِ إبليس الْمَلَائِكَةَ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَقَالَ: إِنّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ! فَتَشَبّثَ بِهِ الْحَارِثُ بْنُ هِشَامٍ، وَهُوَ يَرَى أَنّهُ سُرَاقَةُ لِمَا سَمِعَ مِنْ كَلَامِهِ، فَضَرَبَ فِي صَدْرِ الْحَارِثِ فَسَقَطَ الْحَارِثُ، وَانْطَلَقَ إبْلِيسُ لَا يُرَى حَتّى وَقَعَ فِي الْبَحْرِ . فقال فيه حسان بن ثابت رضي الله عنه

إنَّ كُنْتِ كَاذِبَةَ الَّذِي حَدَّتْتِنِي ... فَنَجَوْتِ مَنْجَى الْحَارِثِ بْنِ هِشَامِ

تَرَكَ الْأَحِبَّةَ أَنْ يُقَاتِلَ دُونَهُمْ ... وَنَجَا بِرَأْسِ طِمرَّةٍ وَلِجَامِ

فاعتذر الحارث من فراره وقال:

الله يعلم ما تركت قتالهم ... حتى علوا فرسي بأشقر مزبد

وعلمت أنّي إن أقاتل واحدا ... أقتل ولا يضرر عدويّ مشهدي

فصددت عنهم والأحبة فيهم ... طمعا لهم بعقاب يوم مفسد

وزعم الأصمعي أنه لم يسمع بأحسن من اعتذاره ذلك من فراره، وهو قوله:

وغدا بإذن نستكمل الحديث عن سلمة بن هشام بن المغيرة ضي الله عنه أخا أبا جهل

صحيح البخاري (1/ 6)

سيرة ابن هشام (2/ 17)

مغازي الواقدي (1/ 58)

الطبقات الكبرى – ابن سعد (6/ 3)

عيون الأخبار – ابن قتيبة (1/ 262)

معرفة الصحابة لأبي نعيم (2/ 762)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق