السبت، 13 أغسطس 2022

صورة من حياة المرأة عند العرب في الجاهلية وعند بعض الشعوب

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صورة من حياة المرأة

عند العرب في الجاهلية وعند بعض الشعوب

إن كانت المرأة قد أسقطت كثير من حقوقها عند بعض الشعوب إلا أنها تظل وتبقى صناعة الرجال ، تستشار ويؤخذ برأيها

في بعض الأحيان لم تكن سوى سلعة ، كأن يرث الرجل امرأة أبيه فيتزوجها ، عن اليونان كان الرجل إن أجبته امرأة قال لصاحبه أنظر لهذا الحصان الجميل بالتذكير لا بالتأنيث ترفعا عن التلفظ بالمؤنث .

عند العرب ربما استشيرت المرأة  عند خطبتها كما حصل لهند بنت عتبة حين تقدم لها ثلاثة من أشراف العرب ، وأحيان للمرأة أن تطلق زوجها لما تزوج حاتم الطائي ماوية، وكانت من أحسن النساء، لبثت عنده زمناً ثم إن ابن عم له يقال له مالك قال لماوية: ما تصنعين بحاتم؟ فوالله لئن وجد شيئاً ليتلفنه، ولئن لم يجد ليتكلفن، ولئن مات ليتركن ولده عيالا على قومه، طلقي حاتماً وأنا أتزوج بك، فأنا خير لك منه وأكثر مالاً، وأنا أمسك عليك وعلى ولدك. فقالت ماوية: صدقت إنه لكذلك فلم يزل بها حتى طلقت حاتماً. وكانت النساء أو بعضهن يطلقن الرجال في الجاهلية. وكان طلاقهن أنهن يحولن أبواب بيوتهن إن كان الباب إلى المشرق جعلنه إلى المغرب، وإن كان الباب قبل اليمن جعلنه قبل الشام، فإذا رأى ذلك الرجل علم أنها قد طلقته فلم يأتها. فأتى حاتم فوجدها قد حولت باب الخباء فقال لابنه: يا عدي ما ترى أمك؟ ما عدا عليها! قال: لا أدري غير أنها غيرت باب الخباء، وكأنه لم يلحن لما قال. فدعاه فهبط به بطن واد. وجاء قوم فنزلوا على باب الخباء، كما كانوا ينزلون فتوافى خمسون رجلاً فضاقت بهم ماوية ذرعاً، فقالت لجاريتها: اذهبي إلى مالك فقولي له إن أضيافاً لحاتم قد نزلوا بنا وهم خمسون رجلاً فأرسل إلينا بنات نقرهم ولبن نعبقهم. وقالت لجاريتها: انظري إلى جبينه وفمه فإن شافهك بالمعروف فاقبلي منه وإن ضرب بلحييه على زوره فارجعي ودعيه. فلما أتت مالكاً وجدته متوسداً وطبا من لبن، فأيقظته وأبلغته الرسالة وقالت، إنما هي الليلة حتى يعلم الناس مكانه، فأدخل يده في رأسه وضرب بلحييه على زوره، فقال لها: أقرئي عليها السلام، وقولي لها هذا الذي أمرتك أن تطلقي حاتماً من أجله. فما عندي من كبيرة، قد تركت العمل، وما كنت لأنحر صفية غزيرة بشحم كلاها، وما عندي لبن يكفي أضياف حاتم. فرجعت الجارية فأخبرتها بما رأت منه، وأعلمتها بمقالته، فقالت لها: ويلك ائتي حاتماً فقولي له: إن أضيافك قد نزلوا الليلة بنا، ولم يعلموا بمكانك، فأرسل إلينا بنات ننحرها ونقرهم، وبلبن نسقهم، فإنما هي الليلة حتى يعرفوا مكانك. فأتت الجارية حاتماً فصرخت به، فقال حاتم لبيك، قريباً دعوت، فقالت: إن ماوية تقرأ عليك السلام، وتقول لك: إن أضيافك قد نزلوا بنا الليلة، فأرسل إليهم بناب ننحرها لهم ولبن نسقهم. فقال: نعم وأبي! ثم قام إلى الإبل فأطلق اثنتين من عقاليهما، ثم صاح بهما حتى أتى الخباء، فضرب عراقيبهما، فطفقت ماوية تصيح وتقول: هذا الذي طلقتك فيه، تترك ولدك وليس لهم شيء .

وفي جزر الهند الشرقية أي الجزر الواقعة جنوبي شرق وجنوبي شرقي آسيا كالفلبين وأندونيسيا وما جاورها أن تيسر المرأة خلف الرجل دائما للدلالة على الأدب والاحترام . وقد لاحظ أحد الصحفيين الذين زاروا تلك الجزر بعد احتلالها من قبل اليابان أن النساء أصبحن يتقدمن الرجال في الطريق فسأل عن ذلك فقيل له إن اليابانيين أثناء احتلالهم للجزر كانوا بثوا الألغام في أراضيها ومنذ ذلك الحين أصبحت المرأة تتقدم الرجل خشية أن يكون فيه لغم يقضي على حياته . فهب تسير أمام الرجل لتحميه بنفسها . والجود بالنفس أقصى غاية الجود .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا .

ــــــــــــــــــــــــــ

أشعار الشعراء الستة الجاهليين – للأعلم (ص: 118)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق