العدل سر من أسرار رفع البلاء ومن حكايا السلف لنا مثل لنخلة العادلة - السمك العادل

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
العدل سر من أسرار رفع البلاء
ومن حكايا السلف لنا مثل

لنخلة العادلة - السمك العادل

مساحة العدل والعدالة متسعة لتبدأ بالفرد وعلاقته بنفسه ومن لتتسع لأفراد أسرته ومن ثم تتسع دوائرها لتشمل المجتمع بأثره حاكما ومحكوم . فمن أقدم على أذى نفسه فقد ظلمها ومن يحسن تربية أولاده فقد ظلم . والتحريض على الفتن ظلم وهكذا ...

قال أبو بكر الطرطوشي حدثني بعض الشيوخ ممن كان يروي الأخبار بمصر قال: كان بصعيد مصر نخلة تحمل عشرة أرداب تمراً لم يكن في الزمان نخلة تحمل نصف ذلك، فغصبها السلطان فلم تحمل في ذلك العام شيئاً ولا ثمرة واحدة. قال شيخنا رحمه الله: قال لي شيخ من أشياخ الصعيد: أعرف هذه النخلة في الناحية الغربية يجنى منها عشرة أرداب ستين ويبة، وكان صاحبها يبيعها في سني الغلاء كل ويبة بدينار.
وقال وشهدت أنا بالإسكندرية والصيد في الخليج مطلق للرعية والسمك فيه يغلي كثرة يصيده الأطفال بالخرق، ثم حجره الوالي ومنع الناس من صيده فذهب السمك حتى لا يكاد يرى فيه إلا الواحدة إلى يومنا هذا. وهكذا بتعدي سرائر الملوك وعزائمهم ومكنون ضمائرهم في الرعية، إن خيراً فخير وإن شراً فشر.
ورحم الله أبو الفتح البستي حيث قال :
الحُرُّ في التَّحقيقِ مُعتِقُ ذاتِهِ .. من رِقِّ شَهوتِهِ ومن غَفلاتِهِ
ومَنِ اقتَنى ما ليسَ يُمكنُ غصبُهُ .. مِنهُ وثَمَّرَ جاهداً حَسَناتِه
فأصِخْ لِوَعظي وانتفِعْ بنَصائحي .. وابخَلْ بباقي العُمْرِ قَبلَ فَوَاتِهِ
وأمِتْ بجَهدِكَ قُوَّةَ الغَضَبِ الّذي .. تحيا البَصيرَةُ والتُّقى بمَماتِهِ
وعليكَ بالعَدلِ الذَّي هُو للفَتى إنْ عُدَّتِ الأوصافُ خيرُ صِفاتِهِ
فمن رجا رفع البلاء فبعدل يرفع
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
سراج الملوك - أبو بكر الطرطوشي (ص: 46)