الأربعاء، 8 يونيو 2016

للمذنب التائب توبة نصوحًا فضيلة

صبيحة مباركة
إخوتي أخواتي
وأقول إن للمذنب التائب توبة نصوحًا فضيلة وذلك على من لم يذنب من ثلاثة أوجه:
الأول: أنه قد جرب العيوب وعرف مداخل الشيطان على الإنسان فيكون أهدى إلى الاحتراز من الشر، وقد قيل لحكيم: فلان لا يعرف الشر، فقال: ذلك أجدر أن يقع فيه.
والثاني: أن المذنب التائب محتشم قد غلب الخوف على قلبه فيأتي باب مولاه، وهو خزيان منكسر، ومن لم يذنب ربما يعجب بنفسه ويذل بعفته وليس خدمة عبد قد عصى ملكا وخرج عليه خارجيًّا، ثم عاد إليه وجلًا خائفًا فعفى عنه كخدمة من يذل بطاعته وعدم مخالفته.
والثالث: أن التائب قد حلب الدهر الشطرين خيره وشره حلوه ومره، فهو أرفق بالمذنبين وأوفق لهما وأصلح للرياسة ممن يظن أن الذنب خارج عن طبيعة الإنسانية فيعجب بنفسه ويزري بغيره.
الذريعة الى مكارم الشريعة – الراب الأصفهاني(ص: 240)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق