صَبِيحَةٌ مُبارَكَة
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
شعيط ومعيط ونطاط الحيط وحكايتهم
ترى هل نحن مبتلين بزمن شاع فيه شعيط ومعيط ونطاط الحيط ؟
وهو مثل متداول في المعرة يكنوا به عن سوء الأحوال
فشيعط رجل بخيل ، ومعيط رجل متذمر يظهر سوء الحال لدرجة أنه
بكاء منافق لا أكثر ، أما نطاطا الحيط فلص محترف لا يوفر بيضة دجاجة .
تروى قصتهم في زمن كثر فيه العيارون وهي فترة معروفة في
العراق ، وقيل أن الحكاية جرت في ريف الكوفة في العراق
وحط الحال بهم حين شددت الدولة على العيارين ، فاجتمع الأخوة
لبحث الحال ، واتفقوا على أن يسلك كل واحد منهم طريقا عله يحسن من حاله ، شعيط كان
ضخم الجثه طويل ، وتقول الرواية أن صاحب الشرطة تعرض لحادث وكان شعيط قريبا منه
فساعده . فسر منه وقال له هل تقبل بأن تعمل في الشرطة وأتخذ منك مرافقا شخصيا
فوافق شعيط
لمع نجم شعيط حتى وصل خبره للوالي أو الملك فاتخذه بين حرسه
الخاص ، وهكذا حتى صار مستشاره ومن ثم استوزره . وتستمر ظروف القدر ليمرض الملك
وليس له سوى ابنة وحيدة ، وحين ثقل المرض وأحس بدنو أجله عرض على شعيط أن يزوجه
ابنته كي يحميها حين ترث الحكم بعد موته . ويتزوج شعيط من البنت ويموت الملك فتأبى
أن تتوالى الحكم ورغبت في أن يكون شعيط الحكم .
ونعود لمعيط ونطاطا الحيط اللذين أنهكهما السفر دون أن تتحسن
حالهما . ويسأل الأخوان عن أخوهما شعيط كل يسأل من بلد هو فيها إلى أن عرفا أن
مملكة يحكمها رجل اسمه شعيط . فتوجها إليها والتقى الأخوة الثلاثة . لم يظهر على
نطاط الحيط العجب ، إلا أن معيط سأله أخاه وكيف وصلت لما وصلت ؟ فقال له مالك
ولهذا السؤال ، فأنا سأستوزرك وأخاك فسر نطاط الحيط ، في حين بدأ معيط بالبكاء ،
فقال شعيط مالك يا أخي هل المنصب قليل ؟ فكن وزيرا مفوضا . ويزداد معيط بالبكاء ،
ويزداد بكاء معيط ، سأجعلك رئيس للوزراء ، ويزداد معيط بالبكاء ، طيب سأجعلك ورثي
في الحكم . ويبكى معيط ، سأجعلك مكاني وأتنازل عن الحكم . قال معيط والله يا أخي :
أنا أبكي على حال ناس يحكمهم : بخيل ومنافق ولص .
يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا
يا رب فرج عن الشام وأهل الشام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق