الثلاثاء، 3 أكتوبر 2023

صنعة النعال في حلب والمعرة

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

صنعة النعال في حلب والمعرة

من المهن المرتبطة بالدخل ودافع أيضاً لظهور ما يعرف بالموضة . والنعل هو الحذاء وهو ما وقيت به القدم من الأرض

ولقد عادت مهنة الاسكافي للانتعاش في أيامنا نتيجة للظروف التي نلحظها . وفي أيامنا في الجامعة وصل الأمر بالموضة إلى أن تلبس الفتاة البنطال بلونين وكذلك الحذاء بلونين متوافق مع لوني البنطال .وهو غير مقصور على بلد بحد ذاته . فمثلا وفي مصر ألقى الثراء الذي تمتعت في العصر المملوكي من جراء التحكم في طريق التجارة بين الشرق والغرب، وبخاصة تجارة التوابل، بظلاله على صناعة الأحذية، فتنوعت في الأشكال والألوان والخامات، وقد ساعد هذا النشاط التجاري على جلب عديد من المواد الخام، وبخاصة الجلود، وإدخال أنواع جديدة من الأحذية؛ استطاع المصريون محاكاتها، والاستفادة منها في إخراج أشكال أخرى. وقد استخدم الاسكافيون جميع أنواع الجلود عدا جلد الخنزير لتحريم استعماله في هذه الصناعة، فوجدت أحذية من جلد الحمار، والبقر، والماعز، والتماسيح وغيرها، لتناسب جميع الفئات والطبقات. 

في سوريا وفي نهاية القرن التاسع عشر  وبداية القرن العشرين كان من تطور مهنة الاسكافي وفي حلب بالذات أن أصبح لها ما يعرف في أيامنا بالنقابة التي تشرف على صناعها .

يقول الشيخ الغزي : للنعال أنواع: منها ما يستعمله الفلاحون وعرب البادية وهو الجزمة الصفراء ذات الساق والخف والبسطار، وحذاء كلها غليظ جدا. ويقال لصنّاعها الأساكفة وهم مسلمون. ومنها المست الذي هو خف ساتر لرجل المرأة حتى ركبتها، كانت تلبسه ضمن البابوج المذكور. ومنها ما يستعمله بعض الناس من الملل الثلاث في فصل الشتاء ضمن النعل الظاهري، وهو جرموق أسود لطيف يستر الكعب ونصف القدم ويعرف بالقلجين في المعرة ( القلشين ) ، ويستر الكعب والقدم ويزرّ على الرجل بواسطة سلوك. وقد كاد الآن يبطل استعماله. ومنها النعل القرمزي الذي تختلف أنواعه لطافة وكثافة وشكلا وصورة ويعرف بالصرماية، ومنها ما يستعمله بعض سكان الأطراف والفلاحين ومن يعاني السفر، وهو الجزمة الحمراء والقرمزية وصناعها مسلمون. ومن العجب أن هذه الحرفة لم يؤثر في نجاحها ظهور القندرة بل هي لم تزل على ما كانت عليه، مع أن كثيرا من الناس عندنا اعتاضوا عنها بالقندرة. وهو نوع من الأحذية لكل حذاء له كعب: وضعه مجمع دمشق وهم يحسنونها إتقانا وزخرفة.

في المعرة وفي الخمسينات من القرن الماضي وكان آخر من عمل في صناعة الأحذية والد زوجتي محمد بن عبدو العنفليص المعروف لحسن خلقه ودينه بالشيخ رحمه الله ، وكان محله أسفل عيادة الدكتور زهير الحراكي رحمه الله ، والأخر محمود الجعلوك المقلب لمهارته بــ ميدو رحمه الله تعالى . وكان محله مقابل محل شيخ النجارين  أبو علو أحمد حوا رحمه الله للمتجه نحو الباب القبلي للجامع الكبير . ثم انقرضت بعد الاثنين . في الخمسينات كانت الخف للرجال معروف وهو من قطعتين الداخلية من الجلد ويصلها الرجل بها بعد خلع الخارجية المصنوعة من البلاستك . ومن أحذية الرجال الحذاء المعروف بالحلبي وبعض الناس يزيد في تمييزه فيكون وجه الحذاء جلد أفعى ( في هذه الأيام ينتعله الرجال ومن يقومون بالرقصات الحلبية . ومن أحذية العمال والعاملين بالزراعة المركوب وهو بالون الأحمر غالبا ومصنوع من الجلد . ومن أحذية الشباب : الجاروخ : حذاء جلدي لا يغطي القدم وتثبته اصبع القدم للسير . أو القندرة العادية ، أما النساء فالكندرة ذات الكعب هي الشائعة . وكانت الأستيكي وهو حذاء يغطي القدم قليل الثمن من يستخدمه الفقراء . وللعلم كانت قيمة القندرة عند ميدو الجعلوك تساوي غرامين ونصف من الذهب  . أي خمس ليرات سورية ، وهذا ما دفعه والدي قيمة لحذائي . إلا أن الجودة عجيبة فعمر الحذاء يتجاوز السنيتين

يقول الطباخ في إعلاء النبلاء في سنة 1319 هـ 1899 م تم افتتاح مكتب للصنايع في ربيع الأول من هذه السنة استأجرت المعارف دار الصابوني المشهورة في محلة باب قنسرين أمام جامع الرومي واتخذتها مكتبا للصنايع ودخل إليه نيف ومائة طالب وصارت تصنع فيه الأحذية وتعلم فيه النجارة والحياكة، وفي ربيع الثاني منها عين مديرا له الشيخ كامل أفندي الغزي.

يا رب فرج عن سورية وأهل سورية

نهر الذهب في تاريخ حلب (1/ 95)

إعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء (1370) (3/ 398)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق