الثلاثاء، 24 أكتوبر 2023

تلك هي البوذية

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تلك هي البوذية

تتعدد الديانات الوضعية إلا أن الدين السماوي واحد ، وما يجمع الديانات الوضعية هو التعصب والعصبية المقيتة ، في نهاية الستينات ، ففي فيتنام الجنوبية مثلاً ونتيجة للتمييز العنصري حمل بعض كهنة البوذية على إحراق أنفسهم حيث أقدم رجال دين بوذيّون احتجاجاً على قتل الجيش الفيتناميّ المدعوم من الولايات المتّحدة ثمانية رهبان في إحدى القرى. الرئيس «ديم»، الذي عيّنته إدارة جون كينيدي، لم يأبه لهم في ذلك الوقت. دعاهم إلى اجتماع، وخاطبهم بتعالٍ قائلاً: «اذهبوا وأصلحوا ديانتكم. لا يكفي أن يكون المرء حليق الرأس ومرتدياً مثل هذه العباءات الصفراء لكي نظنّ أنّه مواطن صالح». بعد ذلك قرّر أحد الرّهبان أن يجعل من جسده شعلة للاحتجاجات. أضرم النار في نفسه في الشارع. وأعقب ذلك انتحار رئيس الدولة وشقيقه لعجزهم عن ضبط الأمور . لم يدعِ بوذا أنه نبي بل كان ينهى أتباعه عن تجسيد الإله ، وكان يقول : إني إنسان أبحث عن الحقيقة ، وينشد أن تكون البشرية خالية من الآلام باتباع الأخلاق الفاضلة .

ولد بوذا سنة 562 قبل الميلاد واسمه سيدهارثا ساكابا موني غوتاما ولده سدهودانا جوناتاما وكان ملكا لمقاطعة الساقية Sakya في سهل الغانج في الهند . أراد والده الملك أن يصير ابنه حاكماً وليس معلماً، لذلك حماه خلال طفولته من كل أشكال الألم والأسى. عاش سيدهارتا حياة من الترف، في قصر – كابيلا فستا - وحرص والده على تأمين كل متطلباته كي لا يرحل. وكبر سيدهارتا، وبات شاباً كريماً وطيباً. وفي سن السادسة عشرة، تزوّج من قريبته ياشودارا. وعندما بلغ التاسعة والعشرين، بات يخرج في رحلات قصيرة بعيداً عن القصر، ليكتشف أحوال الناس في المدينة حيث عايش تجارب أثرت على حياته وفلسفته . قيل أنه رأى رجلاً عجوزاً للمرة الأولى، ومريضاً للمرة الأولى، وجثة للمرة الأولى . وقيل أن تلك المشاهدات تسببت بأسى عظيم لسيدهارتا، لأن حياته المترفة حالت دون معرفته بالشيخوخة والمرض والموت، ولذلك أراد البحث عن سرّ المعاناة، ليضع حداً لها. وعاد الأمير الشاب للقصر حزينا مهموما يفكر فيما تعانيه البشرية من الآلام التي كان يجهلها . كذلك أيقن بطلان دعوى أن براهما إله الهندوس هو الذي خلق العالم . وأيقن أن الآلهة التي يعبدها قومه لا تملك القوة لتغيير قوانين الطبيعة . فلا داعي لعبادتها . وظل الأمير في نظراته وتأملاته ، لتأتي اللحظة التي يلقي النظرة الأخير على زوجته وولده وهما نائمان ليتسلل من القصر ويتجرد من لباس ليرتدي لباس النساك باحثا عن الحقيقة عن طريق الزهد والتقشف وتطهير النفس والجسد وبعد سنين من التجول في الفيافي والقفار قيل أن لحظة الاشراق أتته تحت شجرة عرفت فيما بعد بشجرة ( بو ) ومن ثم بدأ يبشر بتعاليمه . في البداية أقام بوذا دعوته على أركان ثمانية : الإيمان الصحيح ، النوايا الحسنة ، السلوك الحميد ، والعمل الصالح ، والتفكير الخير  ، والكلمة الطيبة ، ومساعدة الضعفاء ، والاستغراق في التأملات الروحية الصالحة . ثم عاد فركز على مبادئ خمسة عدا الفاضلة : لا تقتل – لا تزن – لا تسرق – لا تكذب – لا تشرب الخمر

ذاع صيت بواذ بسرعة واتبعه أمراء وملوك أيضاً .

لم يمض على وفاة بوذا كثيراً حتى اختلف أتباعه ونسبوا إليه الألوهية ، ويعتقد الكهنة أن بوذا وقبل أن يصبح – المستنير – تقمصت روحه 520 جسدا منهم 42 من أجساد الآلهة و80 من أجساد الملوك . وربما كان التقمص لبعض الحيوانات كالحصان والثعبان . ويتراوح عدد أتباع البوذية بين 150و 250 مليون وأعجب ما الأمر أنه ليس في الهند مسقط رأس بوذا إلا أقلية بينما تعيش الأغلبية في الصين واليابان وتايلاند وبورما وسيلان وكوريا ومنغوليا والهند الصينية ، وفي الولايات المتحدة يعيش قرابة 165000من أتباع بوذا .

يا رب نحمدك على ما مننت علينا بنعمة الإسلام

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــ

البوذية - كلود لفنسون

البوذية تاريخها وعقائدها وعلاقة الصوفية بها - عبد نومسوك

البوذية وأهم معتقداتها - عبد الله الأحمدي

مجلة العربي الكويتية

 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق