السبت، 7 أكتوبر 2023

حين تقصد الغش فذلك هو الفساد والفساد من أسرار بلائنا ، ومن حكايا الناس نتعلم

 صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
حين تقصد الغش فذلك هو الفساد
والفساد من أسرار بلائنا ، ومن حكايا الناس نتعلم
الفَساد: نَقيضُ الصَّلاح ، ومنه التضليل: أي تعمد إخفاء بعض الامور لئلا يهتدي المرء إلى ما يريد ، وهو حالنا اليوم فكل يصور الحال الذي فيه على أنه الأصح ليجر الناس عامدا لما يضر ، وهذا ما فعله إبليس فقد عصى ربه وهو حتى يوم القيامة يحاول جر الخلق إلى حزبه ، فالكذب منجاة ، والسرقة سبيل من سبل نيل الرزق ، والغش التضليل من سبل الوصول للغاية
وحتى النصيحة تصاغ بما يخدم الهدف . وقد قال الله تعالى : وَٱبْتَغِ فِيمَآ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلآَخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ ٱلدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَآ أَحْسَنَ ٱللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ ٱلْفَسَادَ فِى ٱلْأَرْضِ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلْمُفْسِدِينَ ﴿٧٧﴾سورة القصص
والنبي صلى الله عليه وسلم قال : «عن أبي سعيد سعد بن مالك بن سنان الخدري رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله وعليه وآله وسلم قال: لا ضرر ولا ضرار» .
وقع حجر على ذيل ثعلب فقطعه ، فرآه ثعلب آخر فسأله لم قطعت ذيلك ؟ فسأله فقال له : إني أشعر وكأني طائر في الهواء يا لها من متعة فأغراه أن يقطع ذيله !فلما شعر بألم شديد ولم يجد متعة مثلما زين له ، سأله : لم كذبت عليّ ؟ فقال : إن أخبرت الثعالب بألمك فلن يقطعوا ذيولهم وسيسخرون منا . فظلوا يخبرون كل من يجدونه بمتعتهم حتى أصبح غالب الثعالب دون ذيل! ثم إنهم صاروا كلما رأوا ثعلبا بذيل سخروا منه! فإذا عم الفساد صار الناس يعيرون الصالحين بصلاحهم ! واتخذهم السفهاء سخرية . وإن عوتب الضلال قال قول الشيطان : من قال لك أن تأخذ بنصيحتي ؟ قال الله تعالى وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِيَ فَلَا تَلُومُونِى وَلُومُوٓا أَنفُسَكُم مَّآ أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُم بِمُصْرِخِىَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّاٰلِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴿٢٢﴾ وعَنْ كَعْبٍ الأحبار رحمه الله، قَالَ: " لَيَأْتِيَنَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُعَيَّرُ الْمُؤْمِنُ بِإِيمَانِهِ كَمَا يُعَيَّرُ الْيَوْمَ الْفَاجِرُ بِفُجُورِهِ، حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: إِنَّكَ مُؤْمِنٌ فَقِيهٌ " والمجتمع الفاسد إذا لم يجد للمصلحين تهمة .. عيّرهم بأجمل ما فيهم .. ألم يقل قوم لوط : قال الله تعالى : أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهّرون ) ؟ ! وحتى تقبل اليوم عليك أن تتحزب وتكون إمعة لتنال القبول ، أم أن تقول الحقيقة أو حتى أن تفضي عن رأي تراه حقاً ، فليس لك بذلك سبيل .
يا رب فرج عن سورية وأهل سورية
ــــــــــ
الفتن لنعيم بن حماد (1/ 45)
الأربعون النووية – الإمام النووي(ص: 97)







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق