الثلاثاء، 7 مارس 2023

" خزانة الحكمة " علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم مؤسس أول مكتبة عامة – وهكذا كنا

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

" خزانة الحكمة "

علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم مؤسس أول مكتبة عامة – وهكذا كنا

علي بن يحيى المنجم: نديم المتوكل العباسي، خصّ به وبمن بعده من الخلفاء إلى أيام المعتمد، يفضون له بأسرارهم، ويأمنونه على أخبارهم، كان راوية للأشعار والأخبار، شاعرا محسنا، توفي بسامراء ورثاه عبد الله بن المعتز، له كتب منها:

(أخبار إسحاق بن إبراهيم الموصلي) ، و (كتاب الشعراء القدماء الإسلاميين) ، توفي سنة 275 ه

وله: من الطويل

سيعلم دهري إذ تنكّر أنني ... صبورٌ على نكرانه غير جازع

وأني أسوس النفس في حال عسرها ... سياسة راضٍ بالمعيشة قانع

كما كنت في حال اليسار أسوسها ... سياسة عفٍّ في الغنى متواضع

وأمنعها الورد الذي لا يليق بي ... وإن كنت ظمآناً بعيد الشرائع

كان بيته مضافة للأدباء والشعراء . قال مرة : خرجنا مع المتوكل إلى دمشق، فلحقتنا ضيقة بسبب المؤن والنفقات التي كانت تلزمنا، فبعثت إلى بختيشوع، فاقترضت منه عشرين ألف درهم. فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل فقال: يا علي، لك عندي ذنب وهو عظيم، قلت: يا سيدي، ما هو؟ فإني لا أعرف لي ذنباً ولا خيانة، قال: بلى، أضقت فاقترضت من بختيشوع عشرين ألف درهم، أفلا أعلمتني؟ قال: قلت: يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي متوافرة، وأرزاقه علي دارّة، واستحييت مع ما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن أسأله شيئاً، فقال: إياك أن تستحي من مسألتي، أو الطلب مني، وأن تعاود مثل هذا، ثم قال: مئة ألف درهم بغير صروف، فأحضرت عشر بدر فقال: خذها واتسع بها.

وكان ابن المنجم يصرف نقوده على الأدباء والشعراء حدث علي بن يحيى قال: وفد اليّ عافية بن شبيب بن خاقان بن الأهتم السعدي من البصرة فأنزلته عليّ وأحسنت ضيافته ورعيت له حرمة الأدب الذي توسل به، فأقام معي مدة في كفاية وكرامة وحسن ضيافة وحملته على فرس، واستوصلت له جماعة من إخواني فأخذت له منهم ما تأثث به حاله وأصلح به شأنه، ثم ذكرته للمتوكل رحمة الله عليه ووصفت له أدبه وأنّ معه ظرفا يصلح به لمجالسته، فأمرني بإحضاره، ودخل إليه فوصله وأجرى عليه رزقا وجالسه، فمكث مدة على ذلك، فانتقص من أمري عند المتوكل ، ثم انفرجت الحال بيني وبينه، وكفر ما كان من إحساني إليه وبسط لسانه يذكرني بما لم أستحقّه منه.

لقد اهتم العرب ومنذ العهد الأموي بالمكتبات ومن ثم في العهد العباسي من العامة ومنها الخاصة التي يؤسسها أفراد رغبوا في نشر العلم ومن ذلك مكتبة ابن المنجم في نواحي بغداد أطلق عليها " خزانة الحكمة " حوت على أنفس المخطوطات في شتى العلوم ، وفتح أبوابها للزاغبين في تلقي العلم ، وعين فيها موظفين يتقاضون رواتبهم من ماله الخاص لمساعدة الوافدين عليها . ويذكر أن العلم الفكي أبو معشر زار المكتبة وأعجب بها وكان ذلك في طريقه لأداء فريضة الحج .

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مختصر تاريخ دمشق (18/ 187)

المجموع اللفيف – الأفطس الطرابلسي (ص: 304)

معجم الأدباء - ياقوت الحموي (5/ 2009)

نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (4/ 66)

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق