الثلاثاء، 14 مارس 2023

بيوت القيان إلا دمشق فلم تعرف بيتا للقيان

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بيوت القيان

إلا دمشق فلم تعرف بيتا للقيان

القَيْنَةُ: الأمة مُغَنِّيَةً كانت أم لا والجمع القِيَانُ. وفي تاج العروس والتَّقْيينُ: التَّزْيِينُ. وما طرأ على الحياة الاجتماعية في العصر الأموي شغف الناس بالاستماع حيث انتشرت هذه الظاهرة انتشارا لم يعهد من قبل . حتى أن الذين لا يملكون الجواري من رغب في السماع كانوا يذهبون إلى بيوت القيان . ولقد عرف العرب في الجاهلية وحتى زمن النبي صلى الله عليه وسلم تجارة القيان عن ابن عباس رضي الله عنهما (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ) (لقمان: 6) قال: الغناء وأشباهه. هذا إن لم تكن القينة ملكا للرجل فيحل له السماع منها .

ثم انتشرت مهنة تدريب القيان على الغناء والعزف ، ويقال أن عبد الله بن جَعْفَر بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُمَا اشْترى جَارِيَة بأربعة آلاف درهم . واشترى حبّابة يزيد بن الوليد بن عبد الملك، فحظيت عنده وبلغت ما لم تبلغه جارية . وكان الذي يدير بيتا للغناء سمى صاحب القيان كابن رامين وكان من مجان أهل الكوفة . وكان لصاحب البيت صلاحية في استقبال من يشاء قبولا أو منعاً ، ثم إن بعض القيان فتحوا بيوتا للسماع كعزة الميلاء، أقدم من غنى غناء موقعا في الحجاز، كانت تضرب بالعيدان والمعازف كانت وافرة السمن، لقبت بالميلاء لتمايلها في مشيتها، توفيت نحو 115 هـ . ولم يكن الشراب معروفا في بيوت القيان إلا في فترة متأخرة . وكانت القيان حريصات على الزينة فالتقين التزين ، والتجمل مهنتهن

ولعل أغرب ما يلفت نظر الدارس لبيوت القيان أن دمشق كانت أهم حاضرة للمدن العربية فلا تذكر المصادر وجود بيت للقيام . وربما يعود تفسير ذلك أنها العاصمة وموطن لجند الشام الذين ، وكانوا عصب السلطان ، وكأن السلاطين حاولوا أن يجعلوا منها بمنأى عن اللهو ومواطن الفساد ، لذا لم يسمحوا بوجود بيوت للقيان

يا ر فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــــ

الأدب المفرد - البخاري (ص: 421)

المختار من كتاب اللهو والملاهي (ص: 8)

ثمار القلوب في المضاف والمنسوب – الثعالبي (ص: 159)

الأغاني  أبي فرج الأصفهاني (9/ 76)

عيون الأخبار (4/ 89)

القيان – الدكتور فاخر عاقل



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق