الأحد، 27 يونيو 2021

وحين تختار الفروع وتبعد عن الأصول ومن قصص تاريخنا نتعلم

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي
يفنى ما في القدور، ويبقى ما في الصّدور.
وفي المعرة يقولون : الأسى ما بينتسى وكأننا نقول : أن المسامحة قد وإن حصلت فهي ظاهرية ، وأن ما في الصدور يرحل مع البعض حتى إلى القبور . النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ خاطب القرشيين حين فتح مكة فقال : اذْهَبُوا فَأَنْتُمُ الطُّلَقَاءُ.
شِّفَاءُ تام لما في الصدور ، لم يبق في صدر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما يستوجب الانتقام أو الحقد أو الغل وَذَلِكَ أَنَّ الْعَقَائِدَ الْفَاسِدَةَ وَالْأَخْلَاقَ الذَّمِيمَةَ جَارِيَةٌ مَجْرَى الْأَمْرَاضِ، فَإِذَا زَالَتْ فَقَدْ حَصَلَ الشِّفَاءُ لِلْقَلْبِ وَصَارَ جَوْهَرُ الرُّوحِ مُطَهَّرًا عَنْ جَمِيعِ النُّقُوشِ الْمَانِعَةِ عَنْ مُطَالَعَةِ عَالَمِ الْمَلَكُوتِ.
فالبغضاء توجد في الصدور بعد حصول عداوة ، فكأن العداوة بين شخصين استسلما لنوازع الشيطان. وربما كان الصفاء والمودة والحب والأخوة يجمعهما من قبل . والعداوة في هذه الحالة تأخذ من مشاعر كل طرف ؛ لأن العداوة إن كانت من طرف واحد فعمرها قصير ، ولكنها تطول إن كانت بين طرفين. ولذلك تكون المعركة حامية بين عدوين يستشعر كل منهما العداوة للآخر. وهي عداوة مؤججة وملتهبة إن لم يتدخل طرف ثالث ليحسم بالحق بين الاثنين، فيخزي الذي على الباطل ويأخذ الحق منه ويعطيه لصاحبه، وهنا يحس صاحب الحق أن هناك من ينصره. وبهذا تحسم العداوة وتنقضي. لكن إن لم يجد الطرفان رادَّا ولا رادعاً، تظل العداوة متوهجة.
وهو حال نعيشه اليوم وكأن القوة الرادعة لم تقم بدورها ليتم الشفاء ويبرأ المريض
عفى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عن المشركين ولازالوا على شركهم ، ونأبى نحن العفو عمن يقول : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ .
يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ــــــــــــــ
السنن الكبرى للبيهقي (9/ 200)
تفسير الرازي
تفسير ابن كثير
تفسير الشيخ الشعراوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق