الثلاثاء، 22 يونيو 2021

ومن التاريخ نتعلم إصبع محمد بن واسع قادت إلى النصر ، ولحية قسيس فشلت في فتح الصليبيين دمشق

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي


ومن التاريخ نتعلم

إصبع محمد بن واسع قادت إلى النصر ، ولحية قسيس فشلت في فتح الصليبيين دمشق

توجَّهت الجيوش الفرنجية المتحالفة نحو دمشق إبان الحملة الفرنجية الثانية ؛ الَّتي كان يحكمها أنذاك معين الدين أتابك الملك مجير الدِّين أبق بن محمد بن بوري ، الذي كان أكثر الأمراء المسلمين قرباً من الفرنج الذين تقدموا في عشرة الاف فارس ، وستين ألف راجل فخرج المسلمون في دمشق للمصاف ، فكانوا مئةً وثلاثين ألف رجل ، تقدم الفرنجة لتحرير الأرض المقدسة في فلسطين من المسلمين ، واستقرَّ رأي المشاركين في هذه الحملة على مهاجمة دمشق ، واحتلالها ، واشترك رجال الدين المسيحي جنباً إلى جنب مع الجند في حصار دمشق ، وكان مع الملك الألماني كونراد قسِّيس عجوز يُدْعى: إلياس ، طويل اللِّحية ، يعتقدون بوجوده النصر ، فلما حاصروا دمشق ، ركب هذا القسيس حماره ، وعلَّق على عنقه صليباً ، وحمل في يده صليباً ، وجمع القساوسة بالصُّلبان ، وركب الملوك ، والفرسان بين يديه ، ولم يتخلَّف من الصلبيين المشاركين في الحصار أحد إلا مَنْ تركوه لحفظ الخيام. ووقف هذا القسيس أمام الجميع؛ وهو يتقدمهم قائلاً: لقد وعدني المسيح أني أفتح اليوم دمشق ، ولا يردني أحد!! َولكن باءت نبوءته بالفشل؛ إذ هاجمه أحد شباب المجاهدين ، فقتله ، وقتل حماره.

وكان أهل دمشق في حالة استغاثة واتضَرُّع إلى الله تعالى ، وأخرجوا المصحف العثماني ( مصحف سيدنا عثمان رضي الله عنه ) إلى صحن الجامع ، وضجَّ الناس ، والنساء ، والأطفال ـ مكشفي الرؤوس ، وصدقوا الافتقار إلى الله ، فأغاثهم. قال تعالى: {أَمَّن يُجِيبُ ٱلمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكشِفُ ٱلسُّوٓءَ} سورة النمل: 62 وكان من أسباب الله التي جعل فيها النصر لأهل دمشق وصول جيوش الموصل ، وحلب في الوقت المناسب.

وإبان غزو قتيبة بن مسلم لبلاد الترك ( آسية الوسطى ) وقد هاب المسلمين واقع المعركة وداخلهم الخوف قَالَ الأَصْمَعِيُّ: لَمَّا صَافَّ قُتَيْبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ التُّرْكَ وَهَالَهُ أَمْرَهُمْ سَأَلَ عن محمد بن واسع فقيل: هو ذاك فِي الْمَيْمَنَةِ يُبَصْبِصُ بِإِصْبَعِهِ نَحْوَ السَّمَاءِ قَالَ: تِلْكَ الإِصْبَعُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ سَيْفٍ شَهِيرٍ وَشَابٍّ طَرِيرٍ ( ذو طُرَّة وهيئةٍ حَسَنة ) وانتصر المسلمون .

و مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ رحمه الله من العباد تَابِعِيٌّ بَصْرِيٌّ، قَالَ مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ: الْقُرَّاءُ ثَلَاثَةٌ: فَقَارِئٌ لِلرَّحْمَنِ، وَقَارِئٌ لِلدُّنْيَا، وَقَارِئٌ لِلْمُلُوكِ إِذَا لَقُوا الْمُلُوكَ دَخَلُوا مَعَهُمْ فِيمَا هُمْ فِيهِ، وَمُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ مِنْ قُرَّاءِ الرَّحْمَنِ. وكان لمُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ ابْنِ فَشَكَاهُ أحد الناس إِلَى أَبِيه قَالَ: فَأَرْسَلَ مُحَمَّدٌ إِلَى ابْنِهِ، فَقَالَ لَهُ: وَأَيُّ شَيْءٍ أَنْتَ؟ وَاللَّهِ مَا اشْتَرَيْتُ أُمَّكَ إِلَّا بِثَلَاثِمِائَةِ دِرْهَمٍ، وَأَمَّا أَبُوكَ فَلَا كَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ " قَالَ سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ: وَنَحْنُ نَقُولُ: بَلَى، فَكَثَّرَ اللَّهُ فِي الْمُسْلِمِينَ مِثْلَهُ "

يا رب كما فرجت عن أهل دمشق فرج عن سوريا وأهل سوريا يا كريم

ــــــــــــ

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (7/ 204)

مرآة الزمان في تواريخ الأعيان – سبط ابن الجوزي (11/ 123)

تاريخ الإسلام الإمام الذهبي  (8/ 260)

سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 938)

موسوعة الحروب الصليبية سهيل زكار

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق