السبت، 26 يونيو 2021

ماتت الهمم لا نصبر على قراءة ثلاث سطور ومن حياة محمد بن جرير الطبري نتعلم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ماتت الهمم

لا نصبر على قراءة ثلاث سطور

ومن حياة محمد بن جرير الطبري نتعلم

لو شاء الطبري رحمه الله لكتب تفسيرا للقرآن العظيم بثلاثين ألف ورقة

أما نحن فبيننا وبين القراءة عداوة ، والتبرير جاهز معد سلفاً : أشو بدو يكون مكتوب يعني كلو صف حكي ، أو أنا بدي أقرأ لهدا معقول يكون في ما يفيد ، أو أنا فاضي لهل ترهات . وكلها أحكام مسبقة وتبريرات عنوانها ( نحن أعداء لشيء اسمه القراءة ) .

محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب أبو جعفر الطبري استوطن بغداد، وأقام بها إلى حين وفاته، وكان أحد أئمة العلماء يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا بالقراءات بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها صحيحها وسقيمها وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله الكتاب المشهور " في تاريخ الأمم والملوك "، وكتاب في " التفسير " لم يصنف أحد مثله، وكتاب سماه " تهذيب الآثار " لم أر سواه في معناه إلا أنه لم يتمه، وله في أصول الفقه وفروعه كتب كثيرة، واختيار من أقاويل الفقهاء. عن أبي حامد أحمد بن أبي طاهر الفقيه الاسفرائيني، أنه قَالَ: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له كتاب تفسير محمد بن جرير لم يكن ذلك كثيرا . وعن أبو القاسم بن عقيل الوراق، أن أبا جعفر الطبري قَالَ لأصحابه: أتنشطون لتفسير القرآن؟ قالوا: كم يكون قدره؟ فقال: ثلاثون ألف ورقة. فقالوا: هذا مما تفنى الأعمار قبل تمامه، فاختصره في نحو ثلاثة آلاف ورقة. ثم قَالَ: هل تنشطون لتاريخ العالم من آدم إلى وقتنا هذا؟ قالوا: كم قدره؟ فذكر نحوا مما ذكره في التفسير فأجابوه بمثل ذلك، فقال: إنا لله ماتت الهمم.

وكَانَ رحمه الله ممّن لَا تأخذه في اللَّه لَوْمَةُ لائم، مَعَ عظيم ما يلْحقه من الأذى والشّناعات من جاهلٍ وحاسدٍ وملحِد. فأمّا أهلُ الدّين والعِلم فغير منكرين عِلمه وزُهده في الدّنيا ورفضه لها، وقناعته بما كَانَ يرِد عَلَيْهِ من حصّةٍ خلّفها لَهُ أَبُوهُ بطَبَرِسْتان يسيرة. وعرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى. له  ولد في آمل طبرستان سنة (224 هـ - 839 م وتوفي سنة 310 هـ  - 923 م)

ـــــــــــــ

تاريخ بغداد – للخطيب البغدادي (2/ 548)

تاريخ دمشق لابن عساكر (52/ 198)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي(7/ 162)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق