السبت، 19 يونيو 2021

العيارون والشُطّار

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

العيارون والشُطّار

وفي المعرة يقولون : العيار ما بيوقاع إلا نكس أي على رأسه فإن وقع كان مقتله

والعيارون ظاهرة عرفها تاريخنا ، والعيار معناه في كلامهم: الذي يخلي نفسَه وهواها، لا يردعها ولا يزجرها. وقالوا: هو مأخوذ من عارت الدابة : إذا انفلتت. والعَيَّارُ: أيضا الكثيرُ المَجِيءِ والذَّهابِ، والذَّكِيُّ الكثيرُ التَّطْوَافِ . والشَّاطِرُ: وهو من أعْيا أهلَهُ خُبْثاً . وَالْعرب تمدح بالعيَّار وتَذمّ بِهِ. يُقَال: فلَان عَيَّار: نشيط فِي الْمعاصِي، وَغُلَام عَيَّار: نشيط فِي طَاعَة الله تَعَالَى

وفي كتب التاريخ تنوع في إطلاق كلمة عيار فقيل العيارين والشطار والرعاع و الأوباش والطرارين. وهناك أيضا تنوع في الكنى التي تكنوا فأبا جعفر وأبو دونل، ودمحال، والآخر أبا نملة، والآخر أبا عصارة، ولـ ينتويه، شهر فإنه لم يزل رئيسا على عياري الجانب الغربي لبغداد فترة طويلة واشتهروا بالظهور عراة إلا من خرقة تستر العوره " جاء في حديث الطبري عن حوادث سنة 197 هـ / 811م قوله : " ذلت الأجناد و تواكلت عن القتال إلا باعة الطرق و العراة و أهل السجون و الأوباش و الرعاة و الطرارين و أهل السوق. و أسموهم بالفتيان حتى أصبحت كلمة مرادفة للعيارين و الشطار ويذكر ابن الجوزي في "المنتظم في تاريخ الملوك والأمم"، في أحداث عام 426 هـ، أن أمر قائد الشطّار أبا علي البرجمي كان قد استفحل وعظم، حتى أن عامة أهل بغداد ممن كانوا يؤدون صلاة الجمعة رفضوا أن يدعو إمام المسجد للخليفة والسلطان كما جرت العادة، وقالوا له "إن خطبت للبرجمي وإلا فلا تخطب لخليفة ولا ملك". استخدمهم الأمين ضد أخيه المأمون واعتمد عليهم الخليفة المستعين . وكانوا إذا تحرّكوا ببغداد أهلّكوا الناس نهبا وسلبا وفاحشة . وهم متقلبو الطباع ومن غريب ما روي

أنّ أسود الزّبد وكان أحد العيارين يأوي إلى قنطرة الزّبد ( مكان في بغداد ) ويلتقط النّوى ويستطعم من حضر ذلك المكان بلهو ولعب، وهو عريان لا يتوارى إلا بخرقة، ولا يؤبه له، ولا يبالى به، ومضى على هذا دهر، فلما حلّت النّفرة أعني لمّا وقعت الفتنة، وفشا الهرج والمرج، ورأى هذا الأسود من هو أضعف منه قد أخذ السّيف وأعمله، طلب سيفا وشحذه، ونهب وأغار وسلب، وظهر منه شيطان في مسك إنسان، وصبح وجهه، وعذب لفظه، وحسن جسمه، وعَشِق وعُشِق، والأيّام تأتي بالغرائب والعجائب، فممّا ظهر من حسن خلقه- مع شرّه ولعنته، وسفكه للدّم، وهتكه للحرمة، وركوبه للفاحشة، وتمرّده على ربّه القادر، ومالكه القاهر- أنّه اشترى جارية كانت في النّخّاسين عند الموصليّ بألف دينار، وكانت حسناء جميلة، فلمّا حصلت عنده حاول منها حاجته، فامتنعت عليه، فقال لها: ما تكرهين منّي؟ قالت: أكرهك كما أنت. فقال لها: فما تحبّين؟ قالت: أن تبيعني، قال لها: أو خير من ذلك أعتقك وأهب لك ألف دينار؟ قالت: نعم، فأعتقها وأعطاها ألف دينار بحضرة القاضي ابن الدّقاق عند مسجد ابن رغبان، فعجب الناس من نفسه وهمّته وسماحته، ومن صبره على كلامها، وترك مكافأتها على كراهتها، فلو قتلها ما كان أتى ما ليس من فعله في مثلها.

والكثيرون لم ينسوا حكاية على الزيبق وهي شبيهة بالسيرة الشعبية

ومن غرائب هذا الأيام عودة ظهور العيارين بلباس عصري وأساليب عصرية

وهل الذين تسببوا في بلائنا إلا صورة من صورهم ؟

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ـــــــــ

تاريخ الطبري

الكامل في التاريخ - (6/ 571)

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (15/ 237)

الإمتاع والمؤانسة – أبي حيان التوحيدي (ص: 378)

أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم - المقدسي(ص: 130)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق