صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
الإسرافُ
سر من أسرار البلاء الذي حل بنا
والإسراف
كلمة متسعة المعنى إلا أنها لا تخرج عن معنى مجاوزة الحد.
قَالَ
قَتَادَةُ: الإِسْرَافُ: النَّفَقَةُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَالإِقْتَارُ:
الإِمْسَاكُ عَنْ حَقِّ اللَّهِ. وقال الشَّافِعِي رحمه الله: الإسراف في القتل:
أن يقتل غير قاتله . وقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: كفى سرفا أن لا يشتهى رجل
شيئا إلا اشتراه فأكله
والحق
أن أي تجاوز عن منهج الله إسراف . وهنا يأتي الطغيان في رأس قائمة الإسراف فالطَّاغُوتُ
مَأْخُوذٌ مِنَ الطُّغْيَانِ، وَهُوَ الْإِسْرَافُ فِي الْمَعْصِيَةِ، فَكُلُّ
مَنْ دَعَا إِلَى الْمَعَاصِي الْكِبَارِ لَزِمَهُ هَذَا الِاسْمُ .
الدعوة
للقتل دون وجه ظاهر بَيّن إسراف في حفظ النفس التي صانها خالقها وبغض النظر عن دين
أو مهذب . والسرقة إسراف فكان جزاؤه قطع يد السارق .
مناصرة
أهل الضلال حتى وإن بكلمة ، إسراف في حق الله والناس
الأكل
بعد الشبع شكل من إسراف المرء على نفسه
وليس
بمسرف من سعى لينال ما قسمه الله له على اختلاف صوره . فما قسم لك محرم على سواك .عروة
بن أذينة الشاعر وفد على هشام بن عبد الملك في جماعة من الشعراء فلما دخلوا عليه
عرف عروة فقال له ألست القائل:
لقد
علمتُ وما الإسرافُ من خُلقي ... أن الذي هو رزقي سوف يأتيني
أسعى
إلهي فيعييني تطلبهُ ... ولو قعدت أتاني لا يعنيني
قال
هشام بن عبد الملك : أراك قد جئت من الحجاز إلى الشام في طلب الرزق فقال له يا أمير
المؤمنين زادك الله بسطة في العلم والجسم ولا رد وافدك خائبا والله لقد بالغت في
الوعظ وأذكرتني ما أنسانيه الدهر وخرج من فوره إلى راحلته فركبها وتوجه راجعا إلى
الحجاز فلما كان في الليل ذكره هشام وهو في فراشه فقال : رجل من قريش قال حكمة
ووفد إلي فجبهته ورددته عن حاجته وهو مع ذلك شاعر لا آمن ما يقول فلما أصبح سأل
عنه فأخبر بانصرافه وقال: لا جرم ليعلم أن الرزق سيأتيه ثم دعا مولى له وأعطاه
ألفي دينار وقال الحق بهذه ابن أذينة وأعطه إياها قال: فلم أدركه إلا وقد دخل بيته
فقرعت الباب عليه فخرج إلي فأعطيته المال فقال أبلغ أمير المؤمنين قولي سعيت
فأكديت ورجعت إلى بيتي فأتاني رزقي
دعاة
الإسراف والتحريض عليه ، كانوا ولا زالوا سر بلائنا
شهواتهم
أبعدتهم عن الحق فأسرفوا بالباطل
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
ـــــــــــــــــــــــــ
لطائف
الإشارات - تفسير القشيري (1/ 507)
تفسير
يحيى بن سلام (1/ 490)
تفسير
الزمخشري (3/ 293)
تفسير
الرازي (10/ 101)
تفسير
الإمام الشافعي (2/ 1034)
ثمرات
الأوراق في المحاضرات – ابن حجة الحموي (1/ 7)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق