السبت، 3 أكتوبر 2020

أُمَّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ كَانَ صَدَاقُهَا الإِسْلامَ

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

أُمَّ سُلَيْمٍ بِنْتِ مِلْحَانَ كَانَ صَدَاقُهَا الإِسْلامَ

ومن سيرتها رَضِيَ اللَّه عَنْهَا نتعلم وضوح الرؤية

وهي أُمِّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا أم أنس بن مَالك والْبَراء بن مَالك رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا آمَنَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَتْ أُمِّ سُلَيْمٍ : جَاءَ أَبُو أَنَسٍ وَكَانَ غَائِبًا فَقَالَ: أَصَبَوْتِ؟ قَالَتْ: مَا صَبَوْتُ وَلَكِنِّي آمَنْتُ بِهَذَا الرَّجُلِ وجَعَلَتْ تُلَقِّنُ أَنَسًا وَتُشِيرُ إِلَيْهِ قُلْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ. قُلْ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ. فَفَعَلَ. فَقُالُ لَهَا أَبُوهُ: لا تُفْسِدِي عَلَيَّ ابْنِي. فَقالت : إِنِّي لا أُفْسِدُهُ. فَخَرَجَ مَالِكُ أبو أنس فلقيه عدو فقتله فلما . ثم وبعد سنين جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ وَاسْمُهُ زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الأَسْوَدِ بن حرام يَخْطُبُ أُمَّ سُلَيْمٍ فَقَالَتْ: إِنَّهُ لا يَنْبَغِي لِي أَنْ أَتَزَوَّجَ مُشْرِكًا. أَمَا تَعْلَمُ يَا أَبَا طَلْحَةَ أَنَّ آلِهَتَكُمُ الَّتِي تَعْبُدُونَ يَنْحَتُهَا عَبْدُ آلِ فُلانٍ النَّجَّارُ وَأَنَّكُمْ لَوْ شَعَلْتُمْ فِيهَا نَارًا لاحْتَرَقَتْ؟ قَالَ: فَانْصَرَفَ عَنْهَا وَقَدْ وَقَعَ فِي قَلْبِهِ مِنْ ذَلِكَ مَوْقِعًا. وَجَعَلَ لا يَجِيئُهَا يَوْمًا إِلا قَالَتْ لَهُ ذَلِكَ.   فَأَتَاهَا يَوْمًا فَقَالَ: الَّذِي عَرَضْتِ عَلَيَّ قَدْ قَبِلْتُ. فَمَا كَانَ لَهَا مَهْرٌ إِلا إِسْلامُ أَبِي طلحة.

وشهدت أُمَّ سُلَيْمٍ وقيل اسمها سهلة. وقيل رميلة ، وقيل غير ذلك ، يوم حنين. وهي حامل بعبد الله بن أبي طلحة. وشهدت قبل ذلك يوم أحد تسقي العطشى وتداوي الجرحى وقد حملت يومها خنجراً أخبرت النّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين سألها عنه ، قالت أبقر بطن مشرك اعترضني يا رسول الله.

والأمر ليس منقطع عند أُمَّ سُلَيْمٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهَا فلقد شهدت وفي مسجد زيد بن ثابت في حي الفحامة في دمشق وكانوا بعد صلاة الفجر وآداء الأذكار يقوم الشيخ محمد عوض رحمه بعقد قران عدد من الشباب ، وكثر من شهدت عقد قرانهم وكان شرط والد الزوجة أن مهر ابنته شاب حفظ القرآن الكريم .

القضية قضية يقين بالذي آمن المرء به ، فإن استبان اليقين ووضح الهدف كان الطريق لله وحده ، لا هدف إلا مرضاته

واليوم نرى الكثيرون ممن التبس عن الأمر وتعثرت عليه الرؤية فضلوا وأضلوا .

والضلال من أسرار البلاء الذي حلنا بنا ، نمزج بين هوى أنفسنا ، وبين ما شرع الله لنا

في داخلنا نداء صادق خفي . يا رب حقق لنا هوى أنفسنا . فكيف سيكشف البلاء عنا ؟!

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

ــــــــــــــــــــــــ

الطبقات الكبرى – ابن سعد (8/ 313)

 

 

قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ثَقُلَ ابْنٌ لأُمِّ سُلَيْمٍ مِنْ أَبِي طَلْحَةَ ( أي مَرِض ) وَمَضَى أَبُو طَلْحَةَ إِلَى الْمَسْجِدِ فَتُوُفِّيَ الْغُلامُ فَهَيَّأَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ أَمْرَهُ وَقَالَتْ: لا تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ بِمَوْتِ ابْنِهِ. فَرَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ وَقَدْ يَسَّرَتْ لَهُ عَشَاءَهُ كَمَا كَانَتْ تَفْعَلُ. قَالَ: مَا فَعَلَ الْغُلامُ. أَوِ الصَّبِيُّ؟ قَالَتْ: خَيْرُ مَا كَانَ. وَقَرَّبَتْ لَهُ عَشَاءَهُ فَتَعَشَّى هُوَ وَأَصْحَابُهُ الَّذِينَ مَعَهُ. ثُمَّ قَامَتْ إِلَى مَا تَقُومُ إِلَيْهِ الْمَرْأَةُ فَأَصَابَ مِنْ أَهْلِهِ. فَلَمَّا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَلَمْ تَرَ إِلَى آلِ فُلانٍ اسْتَعَارُوا عَارِيَةً فَتَمَتَّعُوا بِهَا فَلَمَّا طُلِبَتْ مِنْهُمْ شَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؟ قَالَ: مَا أَنْصَفُوا. قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ فُلانًا كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللَّهِ فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ.

فَاسْتَرْجَعَ وَحَمِدَ اللَّهَ. فَلَمَّا أَصْبَحَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم - فلما رَآهُ قَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا. فَحَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ فَوَلَدَتْ لَيْلا فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى يُحَنِّكَهُ رَسُولُ اللَّهِ. فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعَ أَنَسٍ فَأَخَذْتُ تَمَرَاتِ عَجْوَةٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم - وهو يهنىء أَبَاعِرَ لَهُ أَوْ يُسَمِّهَا فَقُلْتُ: وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ اللَّيْلَةَ فَكَرِهَتْ أَنْ تُحَنِّكَهُ حَتَّى تُحَنِّكَهُ أَنْتَ. قَالَ: أَمَعَكَ شَيْءٌ؟ قَالَ قُلْتُ: تَمَرَاتُ عَجْوَةٍ. فَأَخَذَ بَعْضَهُ فَمَضَغَهُ ثُمَّ جَمَعَهُ بَرِيقِهِ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ فَتَلَمَّظَ الصَّبِيُّ فَقَالَ: حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ. قَالَ فَقُلْتُ: سَمِّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ. وَكَانَ ثِقَةً قَلِيلَ الْحَدِيثِ.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق