الأربعاء، 14 أكتوبر 2020

إناس لا يعيبهم شيء فلا خير يترجتى منهم

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

إناس لا يعيبهم شيء

فلا خير يترجتى منهم

وفي المعرة عندنا يقولون : ليصفوا رجلا يجدر البعد عنه لسوء صفاته .فلان مْكَشّفْ . أي لا يهمه عيب فعله

لا لقلة ما يعيبهم بل لأنهم كشفوا القناع عن وجوههم ، ليظهروا بجلاء وعلى حقيقتهم ، فلا خشية من سلوكيات لا تحقق إلا شهواتهم . وحتى وإن واجهتهم وقلت : يعني اللي استحوا ماتوا . أدخلت بمقولتك السرور إلى قلوبهم . فقد أضحى ما يعيب زينة لهم . آذانهم طرشاء لا تَسمع إلا ما وافق هواهم . فالعيب عندهم له مسمى واحدا : أن تخالفهم .

ربينا على قيم جُلها نابع من الاسلام أو من أخلاق العرب الأقحاح : أنا وأخوي على ابن عمي ، وأنا وابن عمي على الغريب

وأصبحنا نعتز بأنا مع الغريب ضد أهلنا وأهل بلدنا . لا نستعار من مواقفنا هذه . قال إبراهيم النخعي: " إني لأرى الشيء مما يعاب فما يمنعني من عيبه إلاّ المخافة إنَّ أبتلى به. وقال عمرو بن شرحبيل: لو عيرت رجلاً برضاع الغنم لخشيت إنَّ أرضعها. ومن أمثالهم في هذا: لا تسخر من شيء فيحور بك.

كان الناس يستترون إن أحدثوا ما يعاب ويخشون أن بنسب إليهم حتى تجاه جوارهم  ، ولازلت أذكر مدح جدتي لجوارها

جارنا فلان لا يسمع صوته - وكانت البيوت سماوية والجداران ليست بعالية – وتتابع جدتي : والله يا أختي صوت قبقاق أم فلان وأبون فلان لا نسمعه حتى حين يستيقظون لصلاة الفجر حيث يكون الجو هادئا وربما سمع المرء دبيب النملة . كل حريص على كتم عيوبه خشية من أن يعرف بها . قال رجل لأبنه: إذا أردت أن تعرف عيبك فخاصم شيخا من قدماء جيرانك. قال: يا أبت لو كنت إذا خاصمت جاري لم يعرف عيبي غيري كان ذلك رأيا، ولكن جاري لا يعرف عيبي حتى يعرفه عدوي. وحتى النساء العجائز كانوا يأبوا  أن لا تظهر عليهم علامة الضعف لتقدم السن فتأبى جاهدة أن يظهر انحناء ظهرها .

عجوزٌ ترجَّى أن تكون فتيَّةً ... وقد لحب الجنبان واحدوْدبَ الظُّهرُ

ثم إن كشف العيب هدية تقدم لعدو المرء ليستفيد منها في آذاه

أليس من العيب أن يساهم المرء في تدمير وطنه وقتل وتشريد أهله ؟!. أليس من العيب أن يتعاون المرء مع عدوه ضد أهله

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

البيان والتبيين (3/ 144)

الرسائل للجاحظ (2/ 122)

الأمثال لابن سلام (ص: 75)

 

– الجنبان رؤوس الكتفين

-         لحب : قل اللحم المغلف للعظم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق