الاثنين، 19 أكتوبر 2020

بوق وأبواق

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

بوق وأبواق

والبوق: شيء مجوف مستطيل، أو مخروطي ينفخ فيه ويزمر  قيل أنه "معرب بوري"، وقيل أنه عربي. ويقال للإنسان الذي لا يكتم سرّه إنما هو بوق. وهو أيضاً الباطل والزور ، والتَّبَوُّقُ في الكلام: التَّكَذبُ فيه .

 ومن ذلك قول حسان بن ثابت يرثي عثمان رضي الله عنهما :

يَا قاتَلَ اللهُ قَوْما كانَ شأْنُهُمُ ... قَتْلَ الإمامِ الأمينِ المُسْلمِ الفُطنِ

مَا قَتَلُوهُ عَلى ذَنْبٍ أَلَّمَّ بِهِ ... إلاَّ الَّذي نطَقُوا بُوقا وَلَمْ يَكُنِ

واليوم نرى أجسام آدميين جندوا أنفسهم كأبواق ترويجا لمأرب أعدائهم وأعداء أهلهم ووطنهم ، يلهثون وراء وكما يقال لحسة عسل حتى وإن لم يكن عسل نحل . فالأهم قدر من السعادة التي أَمَّلهم شيطانهم بها . مكاسب مادية ومناصب وهمية ، تبنى على أجساد أهلهم ، وعلى تراب وطنهم ، ورحم الله بديع الزمان الهمذاني حيث قال :

كم رائع الجسم إلا انه طلل ... وهائل الصوت إلا أنه بوق

وما أكثر البواري  ( الأبواق ) التي ينفخ فيها من لا يدرك أثر النغمة التي تخرج  فقط لتمرير الأذى وهو المراد المتوقع منها.

يا رب أخرس من رام بأذى سوريا وأهلها

يا رب فرج عن سوريا وأهل سوريا

شرح ديوان المتنبي للعكبري (3/ 108)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق