صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
هَذَا
بِذَاكَ
وقالوا
: هذه بتلك والبادى اظلم
وفي
المعرة عندنا يقولون : وحدة بوحدة أي هذه بتلك
قالوا:
وأول من قال ذلك الفرزدق، وذلك أنه كان ذات يوم جالسًا فى نادى قومه ينشدهم، إذ مر
به جرير بن الخطفى على راحلة، وهو لا يعرفه، فقال الفرزدق: من ذلك الرجل؟ فقالوا:
جرير بن الخطفى! فأرسل مع فتى من القوم بيت شعر فيه سبة لأمه فرد عليه جرير ببيت
مع الغلام وبسُبة مماثلة . فضحك الفرزدق، ثم قال: هذه بتلك والبادى أظلم".
وما
أكثر ما يقال : هيك الله كاتب علينا . فأرُدُ وأقول نعم هيك مكتوب إلا أن الكتابة
لا تغير في الحال شيئا ، فهل الكتابة تعني إرادة الله قطعا لا ، فهل أراد الله
لأبي جهل والوليد بن المغيرة أن يستمروا على كفرهم ؟ ونحن موقنون أن مكتوب في علم
الله أنهم سيستمرون على كفرهم . فاستمرارهم أوصلهم إلى مقعدهم في جهنم . ولو شاء
أبو جهل والوليد لاستبدلا مقعديهما من النار بمقعدين في الجنة ، ولكنها ارادتهما .
وًعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ: " العَبْدُ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتُوُلِّيَ
وَذَهَبَ أَصْحَابُهُ حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ
مَلَكَانِ، فَأَقْعَدَاهُ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا
الرَّجُلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ
أَنَّهُ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ
النَّارِ أَبْدَلَكَ اللَّهُ بِهِ مَقْعَدًا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، وَأَمَّا
الكَافِرُ - أَوِ المُنَافِقُ - فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا
يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ
بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً
يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ "
ونحن
نعتقد أن من جر البلاء علينا وكان سبباً فيه طامع راغب في مقعده في جهنم يحمل
أوزار ما فعله .
سيندم
أشد الندم من تسبب في أذنا
ترى
من سيغفر لهم ؟ أمن كان سببا في هلاكهم ؟ أم الأيتام الذين يتموا بسببهم ؟
في
ظني لن يغفر لهم لا الشجر ولا الحجر
يا
رب فرج عن سوريا وأهل سوريا
صحيح
البخاري (2/ 90)
ديوان
جرير (2/ 1042)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق