الخميس، 23 يوليو 2015

العلم يطعم اللوزينج بالفستق

العلم يطعم اللوزينج بالفستق
وفي أيام مِلِكٍ مَلَكَ الدنيا المعروفة في عصره
وهو ما حصل للقاضي أَبُو يُوسُف الثقفي تلميذ أبا حنيفة
لقد صحب أَبَا يُوسُف أَبَا حنيفَة ، ليتعلم الْعلم ، على فقر وَشدَّة ، وَكَانَت أمة تحتال لَهُ فِيمَا يتقوته يَوْمًا بِيَوْم، فَطلب يَوْمًا مَا يَأْكُل، فَجَاءَتْهُ بغضارة مغطاة، فكشفها، فَإِذا فِيهَا دفاتر.
فَقَالَ: مَا هَذَا؟ فَقَالَت: هَذَا الَّذِي أَنْت مشتغل بِهِ نهارك أجمع، فَكل مِنْهُ.
فَبكى، وَبَات جائعا، وَتَأَخر عَن الْمجْلس من الْغَد، حَتَّى احتال فِيمَا أكله، ثمَّ مضى إِلَى أبي حنيفَة، فَسَأَلَهُ عَن سَبَب تَأَخره، فَصدقهُ.
فَقَالَ لَهُ: أَلا عَرفتنِي فَكنت أمدك؟ وَلَا يجب أَن تغتم، فَإِنَّهُ إِن طَال عمرك، فستأكل بالفقه اللوزينج بالفستق.
قَالَ أَبُو يُوسُف : فَلَمَّا خدمت الرشيد، واختصصت بِهِ، قدم بِحَضْرَتِهِ يَوْمًا، جَام فِيهِ لوزينج بفستق، فدعاني إِلَيْهِ، فحين أكلت مِنْهُ، ذكرت أَبَا حنيفَة، فَبَكَيْت، وحمدت الله تَعَالَى، فَسَأَلَنِي الرشيد عَن قصتي، فَأَخْبَرته.
وقد أورد أصحاب السير قصة تماثلها حصلت مع محمد بن عبد الملك الزيات سأنشرها بإذن الله لا حقا
=============
- نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة (1/ 251)
--------------
الغضارة : إناء للطعام - القصعة الكبيرة
جَام : الطست

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق