الثلاثاء، 14 يناير 2025

الْكَبْرُ عَلَى اهْلَ الْكِبْرُ سُنَّه والتكبر من أسرار البلاء الذي نحن فيه

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إخوَتِي أَخَوَاتِي

الْكَبْرُ عَلَى اهْلَ الْكِبْرُ سُنَّه

والتكبر من أسرار البلاء الذي نحن فيه

كلمات يلهج بها الكثير فيها معنى الكبر والتعالي : مينو هادا ، شوف على هل الإمة ، ما بيسوا فرنك ، ليك على هل الشكل ، عالم ظراطة وأمثالها ..

وفي المثل العربي : متكبّر على ذي كبر فالمُتَكبّر هو الضَالٌّ المُتَحَيّر. والتكبر لا يكون ممدوحا إلا من تكبر وتنزّه عن الفواحش والدناءة وتباعد من فعلها، وتجنب أهلها يكون مستحقا للمدح، وإنما التكبّر مذموم عموماً لما يحمله من البغي والاستطالة على ذوى الضّعف والفخر عليهم، والمباهاة لهم، ومن كان بهذه الصفة فهو مجانب للتواضع الّذي ندب الله تعالى إليه، وأرشد إلى الثواب المستحقّ عليه، ويستحق بذلك الذمّ والمقت، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ؛ سورة الأعراف: 33، ورحم الله المتنبي :

وَما التيهُ طِبّي فيهِمُ غَيرَ أَنَّني       بَغيضٌ إِلَيَّ الجاهِلُ المُتَعاقِلُ

يقول ليس التكبر عادتي غير أني أبغض الجاهل الذي يتكلف ويرى أنه عاقل يعني بغضي إياهم يمنعني من كلامهم لا التكبر . وهذا مؤدى المثل الذي بدأنا به ويضرب في استحسان الترفع على من يتكبر على الناس وأنشد المبرد :

إذا تاه الصديق عليك كبرا ... فته كبرا على ذاك الصّديق

فإيجاب الحقوق لغير راع ... حقوقك رأس تضييع الحقوق

وقد سئل الحسن البصري عن التواضع فقال: هو التكبر على الأغنياء. وأتى سليمان بن عبد الملك طاووسا فلم يكلمه، فقيل له في ذلك فقال: أردت أن يعلم أن في عباد الله من يستصغر ما يستعظم ذلك من نفسه.

وعلى هذا قال بعضهم: ما تكبر عليّ أحد قط إلا تحول داؤه في أن قابلته بفعله. وقال بعضهم: ما تاه أحد عليّ أكثر من مرة واحدة لأني تركته بعد ذلك وأعرضت عنه.

يا رب عليك بمن كان سبباً في بلائنا

ي رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــــــــــــ

محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء (1/ 325)

أمالي المرتضى غرر الفوائد ودرر القلائد (1/ 315)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق