صَبِيحَةٌ
مُبارَكَةٌ
إِخْوَتِي
أَخَوَاتِي
ولمسات
بيانية في نصوص من التنزيل - سورة الفاتحة
يقول
الدكتور فاضل أحسن الله جزاءه : نفتتح الكتاب بسورة الفاتحة تَبَرُّكاً.
تتمة
(أحمد الله) أو: (نحمد الله) .
(أحمد الله) ، جملة فعلية، و {الحمد للَّهِ} جملة اسمية، والجملة
الفعلية دالة على الحدوث والتجدد، في حين أن الجملة الاسمية دالة على الثبوت، كما
هو معلوم، وهي أقوى وأدوم من الفعلية، فقولك: (متبصّر) ، أقوى وأثبت من: (يتبصّر)
، و: (مثقف) ، أقوى وأثبت من: (يتثقف) ، و: (متدرب) أقوى وأثبت من: (يتدرب) ،
فاختيار الجملة الاسمية أوْلى من اختيار الجملة الفعلية ههنا، إذ هو أدلُّ على
ثبات الحمد واستمراره. ومنها: "أن قولنا: {الحمد للَّهِ} معناه: أن الحمد
والثناء حقٌّ لله وملكه فإنه تعالى، هو المستحق للحمد بسبب كثرة أياديه وأنواع
آلائه على العباد. فقولنا: {الحمد للَّهِ} معناه: إن الحمد لله حقٌّ يستحقه لذاته
ولو قال: (أحمد الله) لم يدلّ ذلك على كونه مستحقاً للحمد لذاته. ومعلوم أنَّ
اللفظ الدال على كونه مستحقاً للحمد أولى من اللفظ الدال على أن شخصاً واحداً
حمده". ومنها: "أن الحمدَ عبارة عن صفة القلب، وهي اعتقاد كون ذلك
المحمود مُتفضِّلاً منعماً مستحقاً للتعظيم والإجلال. فإذا تَلفَّظَ الإنسانُ
بقوله: (أحمدُ الله) ، مع أنه كان قلبه غافلاً عن معنى التعظيم اللائقِ بجلال
الله، كان كاذباً لأنه أخبر عن نفسه بكونه حامداً مع أنه ليس كذلك. أما إذا قال:
الحمد لله، سواء كان غافلاً أو مستحضراً لمعنى التعظيم، فإنه يكونُ صادقاً لأن
معناه: أن الحمد حقٌّ لله، وملكه، وهذا المعنى حاصل سواء كان العبد مشتغلاً بمعنى
التعظيم والإجلال، أو لم يكن. فثبت أن قوله: {الحمد للَّهِ} أَوْلى من قوله: أحمد
الله. ونظيره قولنا: (لا إله إلا الله) ، فإنه لا يَدْخلُه التكذيبُ بخلاف قولنا:
(أشهدُ أن لا إله إلا الله) ، لأنه قد يكون كاذباً في قوله: (أشهد) ولهذا قال
تعالى في تكذيب المنافقين: {والله يَشْهَدُ إِنَّ المنافقين لَكَاذِبُونَ}
[المنافقون: 1] ". فثبت أن: {الحمد
للَّهِ} أولى من: (أحمد الله) أو: (نحمد الله) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لمسات
بيانية في نصوص من التنزيل - الدكتور فاضل صالح السامرائي (ص: 16)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق