الثلاثاء، 18 يونيو 2024

نساء وبصمات أروى الحميرية زوجة أبي جعفر المنصور

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

نساء وبصمات

أروى الحميرية زوجة أبي جعفر المنصور

كان للمرأة حضورٌها في المجتمع الإسلامي فكانت تتعلَّم وتُعلِّم، وترحل لطلب العلم، ويقصدها الطلاب لأخذ العلم عنها، وتصنِّف الكتب، وتفتي، وتُستشار في الأمور العامَّة، ولم تكن حبيسة منزل أو حجرة، أو أسيرة في مهنةٍ معيَّنة، بل كان المجال مفتوحًا أمامها تظله الشريعة الغرَّاء، ويرعاه العفاف والطهر. ومن تلك النساء أروى بنت منصور بن عبد الله بن يزيد بن شمر الحميرية، وكانت تكنى أم موسى، تزوجت أبو جعفر، المنصور: ثاني خلفاء بني العباس، وأول من عني بالعلوم ملوك العرب. كان عارفا بالفقه والأدب، مقدما في الفلسفة والفلك، محبا للعلماء. ولد في الحميمة من أرض الشراة (قرب معان) وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح سنة 136 هـ وهو باني مدينة " بغداد " أمر بتخطيطها سنة 145 هـ وجعلها دار ملكه بدلا من " الهاشمية " التي بناها السفاح. ومن آثاره مدينة " المصيصة " و " الرافقة " بالرقة، وزيادة في المسجد الحرام. وفي أيامه شرع العرب يطلبون علوم اليونانيين والفرس، وعمل أول أسطرلاب في الإسلام، صنعه محمد بن إبراهيم الفزاري. وكان بعيدا عن اللهو والعبث، كثير الجد والتفكير، وله تواقيع غاية في البلاغة. وهو والد الخلفاء العباسيين جميعا. وكان أفحلهم شجاعة وحزما إلّا أنه قتل خلقا كثيرا حتى استقام ملكه. توفي ببئر ميمون (من أرض مكة) محرما بالحج. وكان المنصور قد شرط لها ألا يتزوج عليها، ولا يتسرى في حياتها، وكتبت عليه بذلك كتابا وأشهدت عليه شهودا . وعاشت معه عشر سِنِين فِي سُلْطَانه وكان تزَوجها قبل توليه الخلافة ورَحل بهَا وَكَانَ يطوف الْبلدَانِ فِي زمن بني أُميَّة وَأهل إفريقية يذكرُونَ أَنه طلب مرّة فاستخفى فِي قصر صهره مَنْصُور الْحِمْيَرِي عِنْد قصر بشير بطرِيق سوسة في تونس . وحين أتته الخلافة كان يكتب إلى الفقيه بعد الفقيه من أهل الحجاز وأهل العراق، وجهد أن يفتيه واحد منهم في التزويج، وابتياع السراري، فكانت أم موسى إذا علمت بإرادته ، أرسلت لذلك الفقيه فلم يفته، حتى ماتت بعد عشر سنين من سلطانه ببغداد، فأتته وفاتها وهو بحلوان، في مصر ، ووقع مرة بين أم المهدي وبين أبي جعفر المنصور خصومة، فتحاكما إلى غوث بن سليمان قاضي مصر، فحكم لصالح أم المهدي ضد الخليفة.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المحاسن والأضداد – الجاحظ (ص: 213)

مقاتل الطالبيين – أبو الفرج الأصبهاني (ص: 598)

المنتظم في تاريخ الملوك والأمم – ابن الجوزي (7/ 336)

الحلة السيراء - القضاعي(2/ 339)

الإسلام وأوضاعنا السياسية – عبد القادر عودة(ص: 236)

الأعلام للزركلي (4/ 117)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق