الخميس، 20 يونيو 2024

شذرات من حياة الإمام الأعظم النُّعْمَان بن ثَابت أَبُو حنيفَة رحمه الله ابْتِدَاء جُلُوسه للفتيا وَالسَّبَب فِي ذَلِك

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

 إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

شذرات من حياة الإمام الأعظم النُّعْمَان بن ثَابت أَبُو حنيفَة رحمه الله

ابْتِدَاء جُلُوسه للفتيا وَالسَّبَب فِي ذَلِك

قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة كَانَ مفتي الْكُوفَة والمنظور إِلَيْهِ فِي الْفِقْه بعد موت إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ حَمَّاد بن أبي سُلَيْمَان فَكَانَ النَّاس بِهِ أَغْنِيَاء فَلَمَّا مَاتَ ، أجمع رَأْيهمْ على أبي بكر النَّهْشَلِي فَسَأَلُوهُ فَأبى فسألوا ابا بردة فَأبى فَقَالُوا لأبي حنيفَة فَقَالَ مَا أحب أَن يَمُوت الْعلم فساعدهم وَجلسَ لَهُم ، فَكَانَ أبو حنيفة يفقههم فِي الدّين وَكَانَ شَدِيد الْبر بهم والتعاهد وَكَانَ ابْن ابي ليلى وَابْن شبْرمَة وَشريك وسُفْيَان يخالفونه ، وَجعل امْرَهْ يزْدَاد علوا وَكثر اصحابه حَتَّى كَانَت حلقته أعظم حَلقَة فِي الْمَسْجِد وأوسعهم فِي الْجَواب فَصَبر عَلَيْهِم واتسع على كل ضَعِيف مِنْهُم وَأهْدى إِلَى كل مُوسر فَانْصَرَفت وُجُوه النَّاس إِلَيْهِ حَتَّى أكْرمه الْأُمَرَاء والحكام والأشراف وَقَامَ بالنوائب وحمده الْكل وَعمل أَشْيَاء أعجزت الْعَرَب وقوى على ذَلِك بِالْعلمِ الْوَاسِع وأسعدته الْمَقَادِير فَكثر حساده قَالَ وَكَانَ يَقُول القَاضِي مثل السابح فِي الْبَحْر كم يسبح وَمن يرضى وَإِن كَانَ عَالما.

أخبار أبي حنيفة وأصحابه - أبو عبد الله الصَّيْمَري (ص: 21)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق