الثلاثاء، 25 يونيو 2024

صور من هدايا الملوك قديما هدية ملك الصين إلى كسرى أنو شروان

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

ولك أنت تعجب

صور من هدايا الملوك قديما

هدية ملك الصين إلى كسرى أنو شروان

حين تكون الأقوى يسترضيك الضعفاء ، فلقد سيطر أنوشروان على العراق، ووفدت عليه رسل الملوك وهداياها والوفود من الممالك، وكان فيمن وفد اليه رسول لملك الروم قيصر بهدايا وألطاف، ومما يحكى أن صحن القصر كان حالة اعوجاج ويفترض أن يكون مربعاً، فقال رسول ملك الروم ليس الاعوجاج أصلح ، فقيل له: إن عجوزاً لها منزل من جانب الاعوجاج فرغبها في بيعه ، فأبت، فلم يكرهها الملك، عبرت جيوش أنو شروان  إلى الشام فافتتح بها المدن، وكان مما افتتح بلاد حلب وقنَّسْرين وحمص وأفامية، وهي بين أنطاكية وحمص، وسار الى انطاكية وحاصرها، وفيها ابن أختٍ لقيصر، فافتتحها، فهادنه قيصر، وحمل اليه الخراج والجزية، ونقل من الشام المرمر والرخام وأنواع الفسيفساء والأحجار، وحمل ذلك الى العراق، فبنى مدينة نحو المدائن وسماها برومية، وزوَّجه خاقان ملك الترك بابنته وابنة أخيه، وهادنته ملوك السند والهند والشمال والجنوب وسائر الممالك، وحملت اليه الهدايا، ووفدت اليه الوفود خوفاً من صولته وكثرة جنوده وعظم مملكته، ولما ظهر من فعله بالممالك، وقتله الملوك، وانقياده الى العدل، كتب اليه ملك الصين: من فغفور ملك الصين صاحب قصر الدر والجوهر، الذي يجري في قصره نهران يسقيان العود والكافور الذي توجد رائحته على فرسخين، والذي تخدمه بنات ألف ملك، والذي في مربطه ألف فيل أبيض، الى أخيه كسرى أنوشروان، واهدى اليه فرساً من در منضداً، عينا الفارس والفرس من ياقوت احمر، وقائم سيفه من زمرد منضد بالجوهر، وثوب حرير صيني عسجدي فيه صورة الملك جالساً في إيوانه ، وعليه حليته وتاجه، وعلى رأسه الخدم، وبأيديهم المذابُّ، والصورة منسوجة بالذهب، وأرض الثوب لازورد، في سفط من ذهب، تحمله جارية تغيب في شعرها، تتلألأ جمالا، وكتب اليه ملك الهند: من ملك الهند، وعظيم اراكنة المشرق، وصاحب قصر الذهب وأبواب الياقوت والدر، الى أخيه ملك فارس صاحب التاج والراية كسرى أنوشروان، وأهدى اليه الف من مَنِّ عود هندي يذوب في النار كالشمع، ويختم عليه كما يختم على الشمع فتبين فيه الكتابة، وجاما من الياقوت الأحمر فتحه شبر مملوءاً دراً، وعشرة امنان كافور كالفستق واكبر من ذلك، وجارية طولها سبعة أذرع تضرب أشفار عينيها خدها، وكأن بين أجفانها لمعان البرق من بياض مقلتيها مع صفاء لونها ودقة تخطيطها وإتقان تشكيلها، مقرونة الحاجبين لها ضفائر تجرها، وفرشاً من جلود الحيات الين من الحرير واحسن من الوَشي، وكان كتابه في لحاء الشجر المعروف بالكاذي، مكتوب بالذهب الأحمر، وهذا الشجر يكون بأرض الهند والصين وهو نوع من النبات عجيب، ذو لون حسن وريح طيب، لحاؤهُ أرق من الورق الصيني، تتكاتب فيه ملوك الصين والهند، وورد عليه وهو في عسكره محارباً لبعض أعدائه كتاب ملك التبت: من خاقان ملك تبت، ومشارق الارض المتاخمة للصين والهند، الى أخيه المحمود في السيرة والقدر، ملك المملكة المتوسطة للأقاليم السبعة، وأهدى اليه أنواعاً من العجائب التي تحمل من ارض تبت، منها مائة جوشن تبتية، ومائة قطعة تجافيف، ومائة ترس تبتية مذهبة، وأربعة آلاف من المسك الخزائني في نوافج غزلانه.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ـــــــــــــــ

الذخائر والتحف القاضي الرشيد ابن الزبير  ص 4

مروج الذهب ومعادن الجوهر  - المسعودي (1/ 291)

ــــــــــــــــــــــــ

الكَاذِيّ: ضرب من الأدهان

أشفار : أهداب

أركن : الحامي أو السيد

أمنان : من الأوزان

النافجة: واحدة نوافج المسك

الجَوشَنُ اسم الحديد الذي يُلبسُ من السِّلاح.

المنّ: كالعسل حلاوة.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق