السبت، 22 يونيو 2024

حين ينتشي المرء لحظة في سكرة فهمه وموقف لهارون الرشيد من سائل عن حديث نبوي

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

حين ينتشي المرء لحظة في سكرة فهمه

وموقف لهارون الرشيد من سائل عن حديث نبوي

كثر اليوم من يدعي تحكيم العقل فيما ورد من آثار صحيحة فإما أن ينكرها أو يحملها معنا لا تحتمله فيضل ويضلل ، ومن الخلفاء الذين يُجلّون أصحاب الحديث هارون الرشيد رحمه الله وقد روي أنه كان يصلّي في خلافته في اليوم مائة ركعة إلى أن مات، ويتصدّق كلَّ يوم مِن صُلْب ماله بألف درهم، وكان يحبّ العِلْم وأهله، ويُعظَّم حُرُمات الإسلام، ويبغض المِراء في الدّين والكلام في معارضة النَّصّ، وكان يبكي عَلَى نفسه وعلى إسرافه وذنوبه، سيّما إذا وُعِظ. وكان يحبّ المديح ويُجيز عليه الأموال الجليلة، وله شعرٌ يروق. وفي مجلس للرشيد ذكر حديث النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " احتجّ آدمُ وموسى " المروي في الصحيحين . حدث به أبو معاوية الضرير عَن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " احْتَجَّ آدَمُ وَمُوسَى، فَقَالَ لَهُ مُوسَى: يَا آدَمُ أَنْتَ أَبُونَا خَيَّبْتَنَا وَأَخْرَجْتَنَا مِنَ الجَنَّةِ، قَالَ لَهُ آدَمُ: يَا مُوسَى اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِكَلاَمِهِ، وَخَطَّ لَكَ بِيَدِهِ، أَتَلُومُنِي عَلَى أَمْرٍ قَدَّرَهُ اللَّهُ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِي بِأَرْبَعِينَ سَنَةً؟ فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى " ثَلاَثًا قَالَ

فعن خُرَّزاذ القائد قَالَ: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضّرير وعنده رَجُل مِن وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: " احتجّ آدمُ وموسى "، فقال الْقُرَشِيّ: فأين لِقيه؟ ( أي أين التقيا حتى يسأله ) فغضب الرشيد، وقال: النَّطْع والسيّف، زنديق يطعن في حديث النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فما زال أبو معاوية يُسَكَّنه ويقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة، حتّى سكن.

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــ

صحيح البخاري (8/ 126)

تاريخ الإسلام – الإمام الذهبي  (4/ 1224)

البداية والنهاية – ابن كثير (1/ 92)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق