السبت، 27 أبريل 2024

اللاوعي باب من أبواب البلاء ونوادر من حياة الناس ومن المعرة وحلب حكايتين

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

اللاوعي باب من أبواب البلاء

ونوادر من حياة الناس ومن المعرة وحلب حكايتين

خطاب ووعظ وحتى في الشتائم والسباب مفردات قل أن تفهم ، ولا سبب سوى جهل القائل بما يريد أن يوصله للسامع ،

أو عجز السامعين عن فهم ما يريد ، وربما كان الخطيب في واد والناس في واد آخر . فلو سمعت معريا يقول : يا أخو الشليتو  . ترى هل تفهما سبة أم أنها صيغة مديح ؟ .

كثير ما أقرأ منشورات على صفحات ما يسمى التواصل الاجتماعي وأسأل نفسي هل يعي أصحابها تلك المفردات التي تم نشرها . في العهد الفرنسي كان لدى أحد الضباط الفرنسيين المتواجدين في المعرة رغبة في تعلم العربية ، فاستشار وأخيراً قبل مشورة من رغبه في القعود في القهوة الرئيسية في المعرة ولم يكن فيها سوى اثنتان القهوة المعلقة في سوق الدجاج وقد حولت لمسجد ، وأخرى في وسط المدينة وهي الآن حولت لمصرف التسليف الشعبي وكان صاحبها رشاد الحرامي رحمه الله وفي المقهى ومن خلال مجمع الناس يسهل عليه تعلم العربية . وفيها بدأ يصغي لما يقال . أحدهم ينادي هات نار للنرجيلة ( الأرعيلة ) وآخر ينادي هات جمرة وهات شعلة وهات فحمة وهات .. وهات .. وكلها في مؤدى واحد . حينها أدرك الضابط مدى الصعوبة في ما حرص عليه وتوجه للسوق فهو الأصلح في ما طلبه .

رجل وفي حالة أراد أن يهدأ من روع زوجته ولا يؤذيها فقَال لَها: "يَعني خيطي بيطي"، لَم تَفهم هَذه العبَارة أيضاً، فاستَعانت بقريب لها  فقَالت لَه: مَاذا تَعني فقال  "هري مري"؟ وسألت عنها فقَال آخر : "يَعني سردح مردح"، لَم تَفهم أيضاً، فاستَعانَت بآخَر، فقَال لَها: "إنَّها تَعني سردادي مردادي"، وحتَّى الآن لَم تَفهمها، فسَألَت رَابعا عَن مَعناها فقال: "يَعني خيقي بيقي".. ومَازالت الدَّهشَة تَكسو وَجهَها، فاستعَانت بخَامس؛ فأجَابَها قَائلاً: يَعني "دادي بادي"..! فزَادت الحِيرَة والدَّهشَة في وَجهها، واستَعَانت بسَادس، حَيثُ أجَابها قَائلاً: "إنَّها تَعني صبه رده".. بَعد هَذه المُعانَاة والخيبَات والانتكَاسات أدركت أنها في متاهة .

كان الشيخ محمد الجزماتي يعظ الناس في الجامع الكبير في حلب وفي وعظه في رمضان كان ينهي درسه بذكر لبعض المأكل ليتخد بعضها السامعون فكان يقول ويظنه الناس أنه يدعو وقد أثر فيهم الصيام  : بامة بعبا محشي . ويقول الناس آمين

باذنجان محشي وجنبوا أبوات – أمين . مغربية وجنبا سودا – آمين . عش البلبل وجنبوا بقلاوة – آمين . ويمسحون على أوجههم للبركة .

يا رب عليك بمن تسبب في بلائنا

يا رب فرج عن الشام وأهل الشام

ــــــــــــــــــ

موسوعة خير الدين الأسدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق