الثلاثاء، 16 أبريل 2024

 

صَبِيحَةٌ مُبارَكَة

إِخْوَتِي أَخَوَاتِي

تبع بن حسان ممن ملك الدنيا

ملك قبل النصيحة أول من كسا الكعبة المشرفة وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل بعثته  .

تبع بن حسان بن ملكي كرب الحميري وتبع لقب للملك الأكبر بلغة أهل اليمن ككسرى بالفارسية وقيصر بالرومية والنجاشي بالحبشية. كان يقال لكل منهم «تبّع» قال السّهيليّ في «الروض الأنف» : سمّوا بذلك لأن الناس يتبعونهم، ووافقه الزمخشريّ على ذلك. وقال ابن سيده في «المحكم» : سمّوا بذلك لأنهم يتبع بعضهم بعضا. قيل وصلت جيوشه الصين . وقالوا : كان تبع إذا عرض الخيل قاموا صفا من دمشق إلى صنعاء اليمن وكان ممن ملك دمشق . ولما قصد بلاد الشرق  جعل طريقه على يثرب، فلم يهج أهلها ، وخلّف بين أظهرهم ابنا له، فقتل غيلة، فقدمها وهو مجمع على خرابها واستئصال أهلها وقطع نخلها، ومن ثم هدم الكعبة فمنعه من كان معه من الأحبار ، فَقَالَ لَهُ: أَيهَا الْملك مثلك لَا يقبل على الْغَضَب وَلَا يقبل قَول الزُّور وَأَنت لَا تَسْتَطِيع أَن تخرب هَذِه الْقرْيَة. قَالَ: وَلم؟ قَالَ: لِأَنَّهَا مهَاجر نَبِي من ولد إِسْمَاعِيل يخرج من هَذِه البنية يَعْنِي الْبَيْت الْحَرَام فإنك إن أبيت إلا ما تريد حيل بينك وبينها، ولم نأمن عليك عاجل العقوبة،فَكف تبع وَمضى إِلَى مَكَّة وَمَعَهُ هَذَا الْيَهُودِيّ وَرجل آخر عَالم من الْيَهُود، فكسا الْبَيْت الْحَرَام كسْوَة وَنحر عِنْده سِتَّة آلَاف جزور وَأطْعم النَّاس، وَلم يزل بعد ذَلِك يحوط الْمَدِينَة الشَّرِيفَة ويعظمها. وقال الحبر يثرب منزله ، ويخرج من مَكَّة اسْمه مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ إِمَام الْحق صَاحب الْقَضِيب والناقة والتاج وَصَاحب الْقُرْآن والقبلة واللواء صَاحب قَول لَا إِلَه إِلَّا الله ولن تقدر على خرابه مكان هجرته . مولده بِمَكَّة وهجرته بِالْمَدِينَةِ فطوبى لمن أدْركهُ وآمن بِهِ وبينوا لَهُ مَا بَينه لَهُم من قبلهم فَآمن بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبنى لَهُم الْمَدِينَة من مَاله وَأعْطى كلا مِنْهُم مَالا كِفَايَته وكفاية عِيَاله وَكتب كتابا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وختمه بِالذَّهَب وَدفعه إِلَى كَبِيرهمْ مضمونه أما بعد يَا مُحَمَّد فَإِنِّي آمَنت بك وبكتابك الَّذِي ينزله الله عَلَيْك وَأَنا على دينك وسنتك آمَنت بِرَبِّك وَرب كل شَيْء وَبِكُل مَا جَاءَ من رَبك من شرائع الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَإِنِّي قبلت ذَلِك فَإِن أَدْرَكتك فبها ونعمت وَإِن لم أدركك فاشفع لي يَوْم الْقِيَامَة وَلَا تنسى فَإِنِّي من أمتك الْأَوَّلين وتابعيك قبل مجيئك وَقبل أَن يرسلك الله وَأَنا على ملتك وملة أَبِيك إِبْرَاهِيم وَختم الْكتاب وَنقش عَلَيْهِ لله الْأَمر من قبل وَمن بعد ويومئذ يفرح الْمُؤْمِنُونَ بنصر الله وَكتب عنوان الْكتاب إِلَى مُحَمَّد بن عبد الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَاتم النَّبِيين وَالْمُرْسلِينَ وَرَسُول رب الْعَالمين من تبع الأول حمير أَمَانَة الله فِي يَد من وَقع إِلَى أَن يَدْفَعهُ إِلَى صَاحبه .وَدفعه إِلَى رَئِيس الْعلمَاء الْمَذْكُورين ثمَّ وصل الْكتاب الْمَذْكُور إِلَى نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على يَد بعض ولد الْعَالم الْمَذْكُور الَّذِي سلم إِلَيْهِ حِين هَاجر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بَين مَكَّة وَالْمَدينَة ثمَّ مَاتَ تبع مُؤمنا وَبَين يَوْم مَوته ومولد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألف سنة لَا زِيَادَة وَلَا نُقْصَان وَمن شعره فِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَيَأْتِي بعد هم رجل عَظِيم ... نَبِي لَا يرخص فِي الْحَرَام

يُسمى أحمدا يَا لَيْت أَنِّي ... أعمر بعد مبعثه بعام

فكساها أي الكعبة القصب اليماني

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

تاريخ الطبري (1/ 632)

تاريخ اليعقوبي (ص: 76)

مروج الذهب ومعادن الجوهر (2/ 51)

المصباح المضي في كتاب النبي الأمي ورسله إلى ملوك الأرض من عربي وعجمي (2/ 228)

تاريخ مكة المشرفة والمسجد الحرام والمدينة الشريفة والقبر الشريف (ص: 232)

نهاية الأرب في فنون الأدب (16/ 128)

صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (5/ 450)

تاريخ دمشق لابن عساكر (11/ 3)

التيجان في ملوك حمير - الحميري(ص: 310)




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق